عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض | التهديد الروسي بقصف مراكز القرار في كييف ـ استهداف خطوط نقل الأسلحة الغربية
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تجنبت القيادة الروسية استهداف مراكز القرار السياسي في كييف، على الرغم من التصريح الروسي بأن الإستخبارات الروسية تستطيع في كل مرّة تحديد أي مكان يتواجد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ومع ذلك فقد امتنع الجيش الروسي عن استهداف أي من مقرات صنع القرار في أوكرانيا بما فيها أماكن تواجد الرئيس الأوكراني.
إضافة الى ذلك لم يعمد الجيش الروسي الى استهداف وزارة الدفاع الأوكرانية رغم انها في المنظور العسكري يجب ان تكون على رأس قائمة الأهداف الروسية.
تحوّل كبير في الموقف الروسي برز منذ يومين وفيه تهديد صريح باستهداف مراكز صنع القرار في أوكرانيا جاء بعد تسلل طوافات اوكرانية من منطقة شمال شرق تشيرنيغيف التي انسحبت منها الوحدات الروسية الى داخل الأراضي الروسية لمسافة 7 كلم محلقة على مسار منخفض وأطلقت ستة صواريخ باتجاه بلدة كليموفو واسفر عن ذلك سقوط ضحايا روس.
تقع بلدة كليموفو على بعد 9 كلم عن الحدود الروسية ـ الأوكرانية في منطقة بريانسكي.
على المستوى العسكري لا يمكن اعتبار القصف الأوكراني ذو قيمة كونها عملية ذات طابع تكتيكي لا تؤثر في مسار العمليات الشامل، لكنها تشير الى استمرار قدرة الجيش الأوكراني على تحريك طوافاته ضمن ظروف السيطرة شبه المطلقة لسلاح الجو الروسي.
التهديد الروسي بقصف مراكز القرار الأوكراني سيأتي بتقديري متدرجاً من الأدنى الى الأعلى، واذا ما نفذّت روسيا تهديدها سيكون الأمر بمثابة تطور كبير خصوصاً اذا وصل الإستهداف الى مقر الرئاسة الأوكرانية، ما يؤشر في اتجاه تصعيد خطير على كل المستويات وهو ما على كييف ان تحسب له الف حساب لأن استهداف مقرات صنع القرار الأوكراني تعني فقدان القيادة الأوكرانية لأدنى مقومات الحركة والتواصل والإضطرار الى قيادة المواجهة من مقرات سرية لا تتيح للقيادة الأوكرانية نفس هوامش الحركة الموجودة حالياً.
استهداف خطوط نقل الأسلحة الغربية
تهديد آخر صدر عن وزارة الدفاع الروسية يرتبط باستهداف قوافل الأسلحة الغربية التي ستدخل الى أوكرانيا، الجديد فيه الإشارة الواضحة الى ان الإستهداف سيشمل أي جنود او عربات أميركية او غربية قد تدخل الى مسرح العمليات في أوكرانيا.
حول هذه المسألة لا بد من توضيح ان القيادة الروسية نفذّت تهديدات اطلقتها سابقاً بما يرتبط بتجمعات المرتزقة الأجانب، حين قامت بقصف تجمع كبير في جوار مدينة لفوف غرب أوكرانيا وتجمعين آخرين في منطقة نيكولاييف وفي خلفية خطوط القتال على جبهة دونييتسك.
التهديد الروسي يأتي بعد اعلان كل من اميركا وبريطانيا النية على تزويد أوكرانيا بدبابات وعربات مدرعة وصواريخ مضادة للسفن ومنصات دفاع جوي بعيدة المدى تعتبر موسكو ان دخولها سيؤخر عملية حسم المواجهة إضافة الى تعميق الخلاف مع الغرب والوصول الى طريق مسدود لا يمكن بعده الكلام عن حوار ما حتى ولو بطريقة غير مباشرة.
في هذا الجانب اتخذت موسكو كل ما يلزم من إجراءات لمنع تدفق الأسلحة، لكن الحدود الطويلة بين أوكرانيا ودول الجوار لا يمكن ان يؤمن للجيش الروسي قدرات مطلقة في الرقابة والرصد والإستهداف ما يعني تنامي الشرخ بشكل تصاعدي واستمرار العملية الروسية لفترة أطول.
أمر آخر لا بد من إشارة اليه وهو ان أوكرانيا تتلقى معلومات دقيقة لحظة بلحظة من مراكز الإستخبارات الغربية عن مسارات الجيش الروسي عبر وضع عشرات الأقمار الصناعية في تصرف مراكز الرصد والمتابعة ما يعني ان اميركا بشكل خاص تدير وتشرف بشكل مباشر على المعركة في مجالات الحرب الإلكترونية والإستخباراتية انطلاقاً من اعتبار اميركا هذه المواجهة مواجهتها وتعني لها الكثير لارتباط الأمر بنفوذها وهو ما سيدفعها للإنخراط بشكل أوسع مما هو قائم حالياً كلما أحرزت روسيا تقدماً في عمليتها داخل أوكرانيا.
خاص موقع العهد الإخباري