خاص موقع العهد الإخباري
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية
مواضيع العرض: (استعادة الجيش الروسي للمبادرة – معركة فولنوفاخا | ماريوبول – معركة زابوروجيا – معركة كييف).
أولًا: استعادة الجيش الروسي للمبادرة
من الواضح أنّ ما توقعناه في تقدير موقف اليوم السادس عشر حول نيّة الجيش الروسي الربط بين مناطق سيطرته الحاليّة في جنوب أوكرانيا وفي قطاع الجبهة الشرقيّة للعاصمة كييف تحقق اليوم من خلال اندفاعات واسعة وسريعة ومدروسة نفّذتها وحدات مختلفة للجيش الروسي خصوصًا بما يخصّ معركتين هامتين تم حسمهما وهما السيطرة على مدينة “فولنوفاخا” وإنجاز الربط بين دونيتسك ومناطق السيطرة حول مدينة ماريوبول التي فقدت القوات المُدافعة عنها أيّ طريق إمداد، كذلك بما يرتبط بتوجه القوات الروسية نحو الشمال الغربي من منطقة “نوفا اوديسا” نحو أهم ثاني محطّة نوويّة في مدينة “يوزنو كرانسك”، كما أنّ القوّات الروسيّة وصلت إلى مشارف مدينة “بروفاري” وهي أكبر المدن الأوكرانية شرق العاصمة كييف.
ثانيًا: معركة فولنوفاخا | ماريوبول
منذ صباح يوم الجمعة 11 آذار، بدأت قوّات مشتركة من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك متجهة من الشرق وقوات روسية متموضعة في شمال غرب مدينة ماريوبول بالتقدّم نحو مدينة فولنوفاخا ذات الموقع الهام حيث استطاعت صباح يوم السبت 12 آذار من تثبيت السيطرة على المدينة، لتستكمل القوات الروسية عمليات التقدّم نحو الغرب والشمال الغربي وتبسط سيطرتها على بلدات “نوفو اندريفكا”، “ايغوروفكا”، “نوفامايورسكي”، و”نوفودونييتسك” حيث من المقرر أن تستكمل تقدّمها نحو مدينة “زابوروجيا” التي تتجه إليها قوات أخرى من الجنوب.
من المهم الإشارة إلى أنّه ببسط السيطرة على مدينة فولنوفاخا، تكون القوات المشتركة قد أنجزت السيطرة على الطريق الرابط بين إقليم دونيتسك ومناطق السيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا ما يسهّل حركة القوات ويمنحها طريق إمداد إضافي من الشرق الروسي علمًا أنّ الهدف المباشر قد تحقّق خلال 24 ساعة من العمليّات.
ثالثًا: معركة زابوروجيا
بالتزامن مع التقدّم نحو مدينة “فولنوفاخا”، بدأت قوات روسيّة بالتوجّه شمالاً من محورين والهدف هو الوصول إلى مدينة “زابوروجيا” من مناطق غرب نهر الدينبر حيث وصلت طلائع القوات إلى دودجاني غرب الدينبر وهي تسير باتجاه ثابت نحو عقدة ماريانسك.
وبوصول القوات إلى ماريانسك من المؤكد أنّها ستنقسم إلى قسمين، قسم يتجه شرقاً نحو مدينة زابوروجيا وقسم يتجه نحو الشمال الغربي للسيطرة على مدينة كريفييه ريه، علمًا أنّ قوات روسية باتت على بعد 27 كلم من جنوب مدينة كريفييه ري بهدف الضغط على حامية المدينة ومشاغلتها لتحقيق الإلتفاف للقوات الروسيّة من شرق المدينة.
إضافة الى اتجاه الهجوم المرتبط بـ “زابوروجيا” و”كريفييه ريه”، فعّلت القوات الروسية اتجاه هجوم متوازٍ نحو الشمال الغربي للوصول إلى محطة يوزنوكرانسك النووية وهي ثاني أهم محطة في جنوب أوكرانيا، علمًا أنّ القوات الروسية باتت على بعد 25 كلم وتحديدًا في بلدة فوزنيسيسك.
انطلاقاً من عمليات اليوم والبارحة بات واضحًا أنّ القوات الروسية تهدف إلى السيطرة الكاملة على أقاليم الجنوب الأوكراني كتمهيد ضروري لإستكمال المراحل التالية من العملية الروسية.
رابعًا: معركة كييف
على غرار ما يحصل في جنوب أوكرانيا، يبدو واضحًا أنّ القيادة الروسية تسعى في هذه المرحلة إلى إحكام السيطرة على محيط المدن الكبرى بما فيها العاصمة ووضعها داخل الطوق واستكمال عمليّات الربط بين محاور السيطرة في الشمال والجنوب، وإبقاء السيطرة من شرق أوكرانيا في خاركوف وسومي على وضعها الحالي لإستكمال عمليات الإطباق بين خطوط التقدم من الشمال والجنوب بهدف السيطرة على كامل شرق ووسط أوكرانيا دون الدخول في معارك المدن المكلفة في هذه المرحلة بالتحديد، وبنفس الوقت للتأثير في معنويات القيادة الأوكرانية ووحدات الجيش الأوكراني.