كتب عمر معربوني | الهجوم الأوكراني المضاد، متى سيبدأ وكيف سيتعامل معه الجيش الروسي؟

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية

منذ أيام قال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، إن الهجوم الأوكراني المضاد سيتم في الربيع وسيسمح “بتحرير” كامل أراضي البلاد.

وأضاف كوليبا : “سيكون هناك هجوم ربيعي أوكراني، لكنني لن اصرح بتوقيته. لأنني لا أريد أن أسهل مهمة المخابرات الروسية.. “نحن نستعد، ونجهز قواتنا المسلحة، والغرض الوحيد من الهجوم المضاد هو تحرير الأراضي الأوكرانية، أي استعادة ما هو لنا“.

وفقا لكوليبا ، سلطات كييف ستسرع وتيرة الإعداد للهجوم من حيث توفير المعدات العسكرية والذخائر والأسلحة، حتى يكون الهجوم المضاد فعالا“.

وفي وقت سابق من منتصف نيسان / ابريل الحالي قال رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميغال في أوائل أبريل إن الهجوم المضاد الأوكراني يمكن أن يبدأ في الصيف، لكنه عاد وقال في وقت لاحق، إنه سيبدأ “في المستقبل القريب.

انطلاقاً من التصريحين من الواضح اننا امام حملة تضليل وهو أمر طببيعي لتعقيد المهمة على الإستخبارات الروسية

عملياً تعمل الوحدات الروسية على 7 جبهات تنفذ على 5 منها عمليات هجومية تكتيكية وهي كوبيانسك ولوغانسك وارتيوموفسك ( باخموت ) ومحور أفدييفكا ومارينكا – اوغليدار ، بينما تنفذ الوحدات الروسية عمليات دفاعية على جبهتي جنوب وغرب زاباروجيا والضفة الشرقية لنهر الدنيبر .

على جبهتي كوبيانسك ولوغانسك لم تسفر العمليات الهجومية عن نتائج هامة ولا تزال ضمن النمط الذي تعتمده الوحدات الروسية منذ بداية السنة وهو القصف وتنفيذ عمليات اغارة ومن ثم الإنكفاء الى المواقع الدفاعية .

العمليات الأكثر نجاحاً على الرغم من محدودية الجغرافيا التي تكسبها الوحدات الروسية هي على جبهة قوس الدونباس وتحديداً على محاور ارتيوموفسك وافدييفكا ومارينكا والتي اذا ما استطاعت الوحدات الروسية السيطرة عليها بالكامل يمكن حينها القول ان الجيش الروسي حقق القسم الأكبر من عمليات تفكيك خط الدفاع الأقوى للقوات الأوكرانية .

على جبهتي زاباروجيا وخيرسون وكما قلت سابقاً فلا تزال الجبهات هادئة سوى مناوشات بسيطة وتراشق مدفعي وصاروخي .

بالنظر الى طبيعة الجبهات تقول الإستخبارات الأميركية والغربية ان جبهة خيرسون هي الجبهة الأكثر ضعفاً بالنسبة للجيش الروسي وهو الأمر الذي لا يمكن تأكيده او نفيه بسبب التعمية الإستخباراتية الروسية على هذه الجبهة بالتحديد ، ولذلك تقوم القوات الأوكرانية منذ أسبوع بشن عمليات اغارة على جزر دلتا نهر الدنيبر وهي التي تحولت الى ارض حرام غير مسيطر عليها بعد انسحاب الجيش الروسي من الضفة الغربية لنهر الدنيبر في مدينة خيرسون ومحيطها .

ولتأكيد عدم رغبة الجيش الروسي بكشف قدرات قواته على جبهة خيرسون تم التعامل مع قوات الكوماندوس الأوكرانية التي تسللت الى جزر  دلتا نهر الدنيبر بالطيران العملياتي حيث تم استخدام قذائف موجهة زنة 500 و 1000 كلغ وهي المرّة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الروسي هذا النوع من القذائف .

بالنظر الى إمكانيات الجيش الأوكراني وبحسب المعلومات المؤكدة لا يمكن للقيادة الأوكرانية الزج بأكثر  من 200 الف مقاتل مدعومين ب 300 دبابة و1500 عربة قتالية مدرعة .

هذا العدد من الدبابات والمدرعات يلبي حاجة فرقتين عسكريتين للعمل على نطاق جبهة لا يتجاوز عرضها 30 الى 40 كلم وبذلك تكون جبهة دلتا نهر الدنيبر هي الجبهة الملائمة لتنفيذ الهجوم على الرغم من التعقيدات التي سترافق نقل القوات وعبورها الا اذا استطاعت القوات الأوكرانية تأمين غطاء جوي كافي لمنع الطيران الروسي من التدخل في نطاق أجواء العملية .

ومع ذلك فإن عبور هذه المنطقة يُعتبر نوعاً من المغامرة غير المحسوبة بالنظر الى حجم الدفاعات الروسية على الجبهة الشرقية لنهر الدنيبر .

بحسب التصريحات الأوكرانية والغربية لم يتم حتى اللحظة لم يتم تأمين ما يحتاجه الجيش الأوكراني من المعدات والذخائر بنسبة كافية إضافة الى ان أي هجوم اوكراني يجب ان يضمن تدمير مراكز القيادة والسيطرة الروسية وكذلك مستودعات الذخيرة الروسية على الخططين الأول والثاني في الحد الأدنى وهو ما ستكون القيادة الروسية مستعدة له .

استباقياً بدأت الجيش الروسي بشن هجمات على مراكز القيادة والسيطرة وعلى مراكز التحكم  بالطائرات المسيرة ، اضافة الى وجود معلومات تشير الى إمكانية مشاركة الطيران الإستراتيجي في عمليات صد الهجوم الأوكراني وهو ما سيكون له تأثيرات سلبية على حركة القوات الأوكرانية .

ختاماً : لا شيء يشير الى بدء هجوم اوكراني مضاد الا اذا بدأت وحدات الإستطلاع الروسية بملاحظة حشود مناسبة بحجمها لشن هجمات شاملة وهو ما سيؤدي الى تدابير روسية مضادة بالتأكيد .

Exit mobile version