كتاب الموقع

كتب عمر معربوني | الحريري يُسقط تياره بالضربة القاضية .. اجتماع عاصف وسجالات وصلت حدّ الشجار بين الحريري ونواب المستقبل .. ماذا حصل ؟

عمر معربوني | رئيس تحرير موقع المراقب

يقول المثل الشامي ” يا خبر اليوم بمصاري بكرا ببلاش ”  .

بين الجمعة عصر اليوم موعد اجتماع الرئيس سعد الحريري مع كتلة المستقبل  ويوم الإثنين موعد إعلانه لمواقفه 48 ساعة من الوقت ستكون ثقيلة على انصار المستقبل وستفجّر موجة من ردود الفعل على المستويين السياسي والشعبي وستكون بمثابة الصدمة على جمهور المستقبل وعلى البيئة السنيّة التي لا يزال سعد الحريري الأقوى فيها بحسب كل المصادر والإحصاءات التي جهدت مراكز البحث والإحصاء على إجرائها .

ما بعد الإثنين سيكون مختلفاً عما قبله سواء بالنسبة للرئيس الحريري او بالنسبة لتيار المستقبل والجمهور الواسع الذي يدور في فلكه ، هذا الجمهور الممتليء احباطات بدأت كتلة كبيرة منه منذ شهور تُعلي الصوت وتحمّل الرئيس الحريري بشخصه مسؤولية التراجع الكبير في وضع البيئة السنيّة توازياً مع تسريبات بدأ بعض النواب الحاليين والمرشحين الطامحين يطلقونها ومختصرها : ” من حقنا بالحريري وبدونه الترشح للإنتخابات هو حق وواجب واستمرار للنهج الذي رسمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يجب ان يستمر فالمسألة ليست وراثية بل سياسية ” .

في المعلومات ان الاجتماع الذي عُقد عصر اليوم في بيت الوسط كان اجتماعاً صادماً احدث سجالاً عاصفاً وصل حد الشجار بين المجتمعين .

بدأت الصدمة مع ابلاغ الحريري للمجتمعين ان لا ترشح ولا ترشيح باسم تيار المستقبل وان من يريد الترشح عليه ان يترشح بإسمه الشخصي .

هذا القرار من الحريري كان عكس كل التصريحات التي صرّح بها نواب المستقبل وأعضاء في المكتب السياسي طيلة الفترة الفائتة .

مع ابلاغ الحريري للمجتمعين قراره كان هناك شبه اجماع لديهم برفض القرار واعتبر البعض منهم ان قرار  الحريري غير مفهوم وغير مُبرّر  ، في حين اعتبر البعض الآخر القرار ظالماً ولا يتناسب مع وفاء النواب وأعضاء قيادة التيار وجمهور المستقبل وسيؤدي الى انهاء النهج الذي اطلقه الرئيس الشهيد رفيق الحرير ي .

وفي حين طالبه البعض بشرح الأسباب والموجبات  واذا ما كان هناك فعلاً ضغوط سعودية او لأسباب مادية ، قوبلت تساؤلاتهم بالصمت من قبل الحريري الذي اكتفى بابلاغهم قراره الذي سيعلنه يوم الإثنين بما يشبه رسالة الوداع قبل ان يعود الى الإمارات التي سيمكث فيها طويلاً .

وقد علمنا عبر مصادرنا ان كل من الدكتور مصطفى علوش والنائبة رولا الطبش كانا اكثر غضباً من الآخرين الذين عبّر معظمهم عن امتعاضه وغضبه .

والسؤال المطروح حالياً : ماذا بعد قرار الحريري ؟ وهو ما سنخصص له سلسلة من المقالات لمواكبة التطورات مع العلم ان اقصاء الحريري نفسه كما فعل قبله الرئيس تمّام سلام ربما يؤدي الى موجة مقاطعة سنيّة للشخصيات الوازنة قد تؤدي الى نسف الانتخابات من جذورها وهو بحث آخر ستكشف الأيام القليلة القادمة عن سيناريوهات مختلفة حول ما ينتظر لبنان ، فممّا لا شكّ فيه ان اقصاء الحريري نفسه شكلاً وإقصائه من السعودية ضمناً هو بحدّ ذاته عاصفة ستكون نتائجها سلبية في اتجاهات مختلفة .

إضافة أخيرة : ما سينتج عن قرار الحريري مضافاً له استعدادات شقيقه بهاء لخوض غمار الساحة السياسية سيكون بمثابة انهاء للحريرية السياسية بشقيها ، الحريري المرتبط بالعائلة والسياسي الجماهيري المرتبط بجمهور وضع كل اماله وثقته بالحريرية السياسية ، فالمتعارف عليه ان ما من شقاق دخل قرية الا هدمها فكيف الحال بشقاق الإخوة ؟

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى