علي كوثراني | كاتب وباحث لبناني
معركة كسر الحصار هي معركة التكامل مع الإقليم وفرض البدائل الاقتصادية الشرقية لتأمين معاش الأهالي الذين انقطع معاشهم مع قطع المُحَاصِرين للريع عنهم.
وللحصار أدواتٌ، أبرزها نموذج رياض سلامة والأطراف المتعاونة معه منذ الطائف من جهة، والمتهاوشين مع الجهة الأولى على نهش ما تبقى من اللحم الحي، والجهتين من نفس النموذج والخلاف بينهما على توزيع النهش، لا على مبدأ النهش بذاته، وهم يسيرون بالأهالي بسرعةٍ جنونيةٍ نحو الإفلاس الكلي، ويصدون عن الحلول الحقيقية في الوقت ذاته، ليتحقق هدف الحصار وتُفرض علينا شروط الهزيمة كاملةً مقابل ما لا يكفينا من خبز.
أما النموذج الثاني من أدوات الحصار، فهم رموز التصويب على سلامة ودوره على أنه سبب الأزمة، أو على الأوليغارشيا، وإلى ما هنالك من تحشيشات، وهم بذلك يطمسون حقيقة الصراع وموضوعه، ويُعمون عن حقيقةٍ بديهيةٍ هي أن الريع قد انقطع وأن فتاته الباقي كيفما صُرف سينضب وأن المسألة مسألة وقتٍ قصيرٍ في كلتي الحالتين، ويصدُّون بذلك عن الحلول الحقيقية: البدائل الاقتصادية غير الكيانية عن الريع المقطوع.
لولا أن بواكير الحصار ظهرت منذ عقدين من الزمن، وأنه تركَّز مع بداية ربيع الناتو ضد بلادنا أي منذ ما يزيد عن عقدٍ من الزمن، وأنه اشتد منذ خطف الحريري أي ما يزيد عن أربع سنواتٍ، ثم دخل مرحلةً شرسةً من الإفقار والتجويع منذ ما يزيد عن السنتين، كنا لنقول بأن المسألة مسألة سوء فهم. أما وقد حصل ما حصل طوال هذه المدة وأصحاب النموذج الثاني مصرون على تضليلهم، فيمكن القول وبكل راحة ضميرٍ، أنهم أدواتٌ واعيةٌ وخبيثةٌ للحصار: عملاء.
وللتذكير، هؤلاء كانوا من أشد المتحمسين لربيع الناتو، وحتى الآن لم يظهر لهم اعتذار أو مراجعة.