كتب عبد الرحمن الشبعاني | خارج الصندوق ، وحده الإسرائيلي اليهودي المُدلّل بيده قرار إيقاف العدوان على اليمن

عبد الرحمن الشبعاني | كاتب واعلامي يمني

بمجرد اتصال واحد فقط من رئيس الوزراء أو الكنيست الإسرائيلي للإدارة الأمريكية ولأنظمة بعران الخليج “ابن سلمان وابن زايد” , ممكن يتوقف العداون على اليمن دون قيدٍ أو شرط.

السؤال هنا الذي يطرح نفسه أمامنا : من هو الذي يستطيع إقناع الإسرائيلي يفعلها ؟
برأيي الذي سيستطيع إقناع الإسرائيلي فعلها يعتبر داهية العرب , بل داهية العالم ..
كيف ؟!

هناك تجارب في التاريخ قد يمكن الاستفادة منها , حتى وإن اختلفنا مع بعضهم في المنهجية السياسية أو الثقافة والبيئة , وحتى من عدوك نفسه، يمكنك الاستفادة ..ما المانع طالما التجربة قد تُؤتي أُكَلَها .

مثلاً : في حرب 90 بين العراق وحلف الأطلسي الذي تصدرته السعودية نفسها وبزعامة جورج بوش الأول , عقيب استدراج الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لغزو الكويت, استمرت المواجهة بين العراق والحلف الأطلسي قرابة شهر, ثم أعلن بوش والسعودية إيقاف هجمات حلف الأطلسي على العراق من طرف واحد..!
والسبب ؟

صدام حسين قرر حينها مهاجمة تل أبيب خلال مواجهته مع حلف الأطلسي , ولم ينتظر إذناً من أحد , ولا حتى إيجاد مبرر للهجوم على تل أبيب, حيث المبررات أساساً متوفرة -وما أكثرها اليوم- لفعل ذلك سواء من جهة العراق أو غيره من دول العالم العربي والإسلامي, لو لم يكن منها إلا اغتصاب واحتلال كيان العدو الإسرائيلي لأرض فلسطين , وقهر وإذلال الشعب الفلسطيني الأعزل .

برغم استهداف عدد من المراكز الحيوية والقصور الملكية في الرياض وغيرها من المدن السعودية , بأعداد كبيرة من الصواريخ البالستية العراقية آنذاك , إلا أن السعودية لم تستطع التراجع وإيقاف حربها مع العراق , لأن القرار ليس بيدها طبعا .

ولكن بمجرد إطلاق عدد من صواريخ العراق «سكود» على أهداف حيوية في تل أبيب , سرعان ما أعلنت السعودية وحلف الأطلسي إيقاف الحرب, والدخول فورا في هدنة مع العراق.!

قد يختلف البعض معي أو يتفق فأنا لستُ هنا بصدد استعراض بطولات صدام حسين أو ترميزه، فصدام لم يكن بطلاً ولا رمزاً من رموز المقاومة، ولكنه في إطار محاولته إيجاد حل لورطته، وحديثي طبعاً هو عن التجربة ليس أكثر …
وبغض النظر عن النتائج الأخيرة التي أطاحت بالعراق ودمرت جيشه ومنظومته الصاروخية وأسقطت الدولة ومن ثم احتلاله من قبل الأمريكان وجيش الأطلسي بعد عشر سنوات تقريبا من توقف المواجهات العسكرية وإعلان الهدنة , بسبب السياسة العمياء التي انتهجها صدام حسين…فقد نجحت المغامرة .

الأمثلة كثيرة طبعاً، أبرزها حرب تموز 2006م مع حزب الله اللبناني, وكذا معركة (سيف القدس) .. والمبررات اليوم لدينا أكثر والأهداف أكثر، ولعل الإشارة هنا كافية لذوي الألباب وأصحاب القرار.

خلاصة القول:
السعودية والإمارات ليس لهم مشروع في اليمن سوى حماية وتوطين “إسرائيل”، وإن لم يكونوا يدركون ذلك فعدوانهم في اليمن قتل لأجل القتل وتدمير لأجل التدمير، وحتى الراعي الرسمي (أمريكا) لهذا العدوان على اليمن قرارها مرهون بإشارة الكنيست …
وبالتالي : ضربة قوية مسددة من هنا أو من هناك على أهداف حيوية حساسة في عمق الغدة السرطانية، كفيلة بإيقاف العدوان على اليمن وإنهاء كل حالات الفوضى في المنطقة .
ادخلوا عليهم الباب

 

Exit mobile version