كتب شوقي عواضة | سقوط الكيان بين مسيّرات صماد وحسان
شوقي عواضة | كاتب واعلامي لبناني
دلّت التّقديرات الإسرائيليّة بشأن تداعيات نجاح مسيّرة حزب الله (حسان) بالتّحليق في أجواء فلسطين المحتلّة، على فشل المنظومة العسكريّة والأمنيّة والاستخباراتيّة ومنظومات الدّفاع الجويّ
وسلاح الجوّ من اعتراضها وإسقاطها، بعد تنفيذها مهمّةً استطلاعيّةً لمدّة أربعين دقيقة وبعمق سبعين كيلو داخل الأراضي المحتلّة فشلٌ برّره كبار قادة العدو بالمزيد من التّهديدات للبنان وتحميل إيران مسؤوليّة ذلك حيث توعّد وزير الأمن في دولة الاحتلال، بني غانتس حزب الله خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن محمّلاً إيران مسؤوليّة تسليح حزب الله واتهمها بخرق السّيادة اللّبنانيّة وخرق (السّيادة الإسرائيليّة) من خلال عدة محاولاتٍ لحزب الله لخرق (سيادتنا) في غضون أسبوعٍ واحدٍ متوعّداً بضرب لبنان بقوّةٍ إذا لزم الأمر ونلحق ضرراً كبيراً بالحزب، وفي السّياق نفسه قال غانيتس إنّنا ننظر بقلقٍ إلى الهجمات ضدّ أصدقائنا في المنطقة، التي جرت وفق تقديراتنا بشكلٍ مقصودٍ وبموافقة إيران، وعبر أسلحة أُنتِج قسم منها وتمّ التّدريب عليها في إيران، أمّا المعلق في صحيفة “يسرائيل هيوم”، شاحر كلايمانفقد فرجح أن يكون إطلاق “حزب الله” المسيّرة، التي توغّلت 70 كيلومتر في عمق إسرائيل، قد جاء في إطار استراتيجيّة توحيد الجبهات التي تطبقها إيران، لافتاً إلى أنّه في اليوم الذي حلّقت فيه مسيّرة “حزب الله”، تمكّن جيش الاحتلال من إسقاط مسيّرتين، إحداهما أطلقت من لبنان والثّانية أطلقت من قطاع غزة. وقد سبق ذلك استهداف طائرات أنصار الله للرياض وأبو ظبي ضمن عمليّة إعصار اليمن للرّدّ على استمرار العدوان الأمريكي السّعودي الإماراتي عمليّة استدعت في 18 يناير من كانون الثّاني الماضي إعلان الكيان الصّهيوني عن تقديم كافّة الدّعم للإمارات في مجال الأمن والاستخبارات لمواجهة هجمات الطّائرات المسيّرة والصّواريخ البالستيّة لأنصار الله التي استهدفت أهدافاً إماراتيّةً وأهدافاً داخل السّعودية تلا ذلك زيارة رئيس الكيان الصّهيوني إسحاق هرتزوغ في الثّلاثين من الشّهر نفسه للإمارات التي تعرّضت لهجومٍ بالطّائرات المسيّرة والصّواريخ البالستيّة بالتّزامن مع وصوله إلى أبو ظبي مؤكّداً لابن زايد وقوف كيانه إلى جانب الإمارات لمواجهة خطر أنصار الله. تقديراتٌ متفاوتةٌ وسط تخبّطٍ صهيونيٍّ يبحث عن تبرير لفشل منظوماته الصّاروخيّة والقبّة الحديديّة التي كان ينوي بيعها للإمارات في إطار التّصدّي لهجومات أنصار الله. تلك التّقديرات التي لم تكن سوى اعترافاتٍ وإقرار بهزيمة تحالف قوى الشّر بقيادة الولايات المتحدة وأدواتها من الكيان الصّهيوني ونظام آل سعود وآل زايد ومن معهم وإقرار واضح وصريح بتقدّم وانتصار محور المقاومة الممتدّ من اليمن إلى فلسطين وفقاً لما يلي:
1 – إقرار العدوّ بفشل منظوماته العسكريّة والأمنية والاستخباراتيّة وصواريخه الدّفاعية وسلاح طيرانه الحربيّ وطوافاته العسكريّة وراداراته وقبّته الحديديّة الكاذبة في إسقاط أو تحديد مكان الطّائرة المسيّرة حسان.
2 – فشل المنظومة الدّفاعيّة الصّاروخية الأمريكيّة المتطوّرة جدّاً في الكيانين الإماراتيّ والسّعوديّ في وقف عمليّات الطّائرات المسيّرة والصّواريخ البالستيّة لأنصار الله.
3 – نجاح محور المقاومة وتقدّمه من خلال تطوير الصّناعات وفي مقدّمتها حزب الله وأنصار الله في ظلّ العدوان والحصار المطبق على اليمن بالتّزامن مع فرض عقوباتٍ اقتصاديّةٍ على لبنان تستهدف المقاومة.
4 – عجز الكيان الصّهيوني وتحالف العدوان على اليمن من تقليل مخاطر قوّة محور المقاومة بعد مرور سبعة أعوام من العدوان على فشل كلّ العقوبات على حزب الله.
5 – اتساع دائرة تهديد أنصار الله من خلال اعتبارها باعتراف كبار القيادات السّياسيّة والعسكريّة في الكيان الصّهيوني أنّها أصبحت تشكّل خطراً حقيقيّاً على الكيان.
بالإضافة إلى كلّ تلك المؤشّرات يأتي إعلان الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله عن نجاح الحزب بتصنيع الطّائرات المسيّرة وتطوير الصّواريخ إلى صواريخَ دقيقةٍ ليشكّل مرحلةً متقدّمةً ونوعيّةً في العمل المقاوم ويؤكّد مصداقية نهجها وشكّل صدمةً كبيرةً لجنرالات الجيش الذي قيل بأنّه لا يقهر ولقطعان مستوطنيه الذين يدركون أنّ عين المقاومة لم تغفُ يوماً عنهم وأنّها بالمرصاد ممّا استدعى خلق حالةٍ من التّوتر والقلق والخوف والهلع وفقاً لما أشارت له بعض وسائل إعلام هذا ما أكّدته القناة(13) العبريّة على لسان محلّل الشّؤون العسكريّة للعدوّ أور هيلر الذي قال إنّ هذه الطّائرة المُسيّرة أكّدت فشلًا جديدًا لمنظومة القبب الحديديّة في الشّمال، يطرح الكثير من الأسئلة الصّعبة وخلقت جوّاً من الإحباط والرّعب بين المستوطنين.ثمّة حقيقةٌ واحدةٌ أدركها الكيان بقيادتيه السّياسيّة والعسكريّة وترخي بثقلها على كاهله وتجعله متخبّطاً أمامها عاجزاً عن الإجابة على أحد تساؤلاتها الأهمّ التي تقول ماذا لو شنّ محور المقاومة كاملاً حربه على الكيان؟ لاسيّما في ظلّ تأكّد العدوّ الاسرائيليّ من امتلاك محور المقاومة للطّائرات المسيّرة والصّواريخ الدّقيقة والبالستيّة للمديين القصير والبعيد وعلى قدرة المحور بالوصول بطائراته المسيّرة من اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وضرب أهداف وقواعد العدوّ، وبالتّالي ستدرك قوى التّحالف العدوانيّ الأمريكيّ السّعوديّ الإماراتيّ بأنّ فشل منظومة القبّة الحديديّة وصواريخ الباتريوت التي فشلت في التّصدّي للطّائرة حسان هي نفس المنظومة الأمريكيّة التي هزمتها طائرات الصماد المتعدّدة وصواريخ أنصار الله البالستيّة. ولذا عليهم أن يعدّوا العدّة لمرحلةٍ جديدةٍ أرسى فيها أمين عام محور المقاومة السّيد حسن نصر الله قواعد اشتباكٍ جديدةٍ للمعركة الفاصلة التي ستكون فيها نهاية الكيان الصّهيوني وزوال أدواته في المنطقة.