الدكتور نواف ابراهيم |مستشار سياسي واعلامي مقيم في موسكو
صباح الخير لأهل الوطن جميعا.. وتحية لجبلنا الأشم في الجنوب …ولكل أهلنا في ربوع هذا الوطن
حياكم الله
أما بعد
من حق أي مواطن في محافظة السويداء درع سورية الجنوبي أو أي محافظة سورية أخرى أن يحاسب القائمين على تأمين حاجات المواطنين فيها سواء أكانوا مسؤولين حكوميين أم كانوا قيادات محلية ومن حق الدولة على مواطنيها أن لا تسمح لأحد بأن يصطاد بالماء العكر بين المطالبين بحقوقهم.
التقصير في تأمين حاجات المواطنين هو الذي دائما ما يؤدي إلى حدوث فجوة بين المواطن والحكومة وغالبا ما يستغل بعض الجهلاء والمغرضين هذه الثغرات والفجوات من أجل تحقيق مآربهم الشخصية أو حتى أبعد من الشخصية سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه.
لا أحد يشكك بوطنية أهلنا في السويداء وولائهم المطلق لوطنهم الأم سورية ولكن أحفاد سلطان باشا الأطرش يناشدون القيادة بأن تلتفت للوضع الأمني في المحافظة والذي بات صعبا للغاية بسبب عصابات الخطف والقتل التي يريد أبناء السويداء وضع حد لها كون الوضع الأمني زاد في سوء الوضع المعيشي وهذا واضح بالمقارنة مع بقية المحافظات .
لقد أكد لي أخوتي من أهالي السويداء من أصحاب الشأن ومن العامة والذين ناشدوني شخصيا بأن أقوم بواجبي الوطني والمهني في إعلاء صوت الحق على صوت الباطل تجاه محنتهم و بنقل الصورة الحقيقة إلى الرأي العام وإلى أولياء الأمر في الوطن والتأكيد على أنهم كما كانوا دائما وسيبقون سدا منيعا في وجه أعداء الوطن ولكن هذا السد المنيع يحتاج الى المزيد من الدعم والتدعيم والمساعدة والإحتواء في هذه اللحظات الحرجة من قبل الدولة بالتعاون مع الأهالي الذين لن يألوا جهدا في تثبيت راية الوطن بمكانها الصحيح ولاغيرها.
أحببت أن أخط هذا البوست لأسباب عدة منها وقوفا عند رغبة إخوتي في الوطن وبنفس الوقت لأننا على علم بشكل شبه دقيق أن هناك محاولات حثيثة من أجل تسعير الأوضاع في جبل العرب الأشم إستنادا إلى ماذكرناه آنفا واللعب على وتر الحاجة والعوز للبقاء على قيد الحياة وحفظ ماء الوجه من غلبة الظروف الصعبة وهناك معلومات مؤكدة أنه توجد محاولات لإدخال سلاح إلى المحافظة من أطراف محيطة داخلية وخارجية للعبث أكثر بالوضع الأمني.
هذا يحدث رغم كل محاولات الأهالي التأكيد بأن هذا الحراك لايتعدى التعبير عن الألم نتيحة التقصير الحاصل في تأمين إحتياجات المواطنين وجزء من ما نقوله أكدنا عليه منذ عدة أشهر في طلعات إعلامية تلفزيونية ومقالات تحليلية دقيقة بناء على معلومات وتقديرات أكدتها الإستخبارات الروسية مؤخرا وهذا التأكيد لم يأتي من فراغ طبعا.
مايحدث يسري على كل مساحة الوطن والأخطر من ذلك ليس فقط محاولات مد هذا الوضع الصعب في العاصمة وأريافها وباقي المحافظات
وهنا نلفت عناية جميع أبناء الوطن وأولياء الأمر إلى أن مايحضر حاليا لحلب هو أخطر من ما يتم محاولة زرعه في السويداء من تصعيد بين الأهالي والسلطات ولكن أملنا بأن يكون أهلنا في حلب الشهباء وباقي المحافظات على نفس القدر من الوعي والمسؤولية كما أهلنا في السويداء وهذا عشمنا وعشم الوطن بالجميع.
لقد أكدت كافة المعلومات الواردة من السويداء أن أهلنا في السويداء لم يتعرضوا لأملاك ومؤسسات الدولة ولم يسلكوا سلوك التخريب ولم يهاجموا عناصر الشرطة والجيش وليس وارداً في نيتهم حتى القيام بأي خطوة تؤذي وتشوه تاريخ أهلنا في السويداء الذين كانوا دائما قد شرعوا أبواب مضافاتهم وبيوتهم على مصارعها عبر التاريخ وفي كافة المحن لجميع أبناء سورية ولا يمكن لأي متربع على عرش الثقافة والوطنية أن يعطي أهلنا في السويداء دروسا في الأخلاق والإنسانية والوطنية مع الأعتراف الواضح بوجود بعض الخارجين عن القانون و أجزم بأن عقلاء المجتمع المدني وعلى رأسهم مشايخ العقل الكرام ووجهاء البلد قادرون أكثر من أي سلطات أخرى على تهدئة النفوس التي تأذت بفعل الظروف القائمة والصعبة والتي لم تلقى حلولا ناجعة في الوقت المناسب.
ونحن هنا لسنا في معرض التشريع والتقريع وشلف الإتهامات أو إعطاء دروس في الوطنية… الكل مسؤول أمام الله والضمير والتاريخ بحجم مسؤوليته الملقاة على عاتقه ولنبدأ بمساعدة أهلنا في السويداء بضبط الوضع الأمني أولا والذي أرهق كاهل أهلنا في هذه المحافظة السوداء بأحجارها والبيضاء بعماماتها وعطاءاتها وليخسىء كل من يعتقد أن السويداء قد تكون ولو بملميتر واحد سكينا في ظهر الوطن والتاريخ أصدق من كل لسان عابث به ويد آثمة تحاول أن تشوهه.
وعليه نتمنى من أولياء الأمر و من أبناء الوطن والشعب عدم تحميل أهالي السويداء فوق طاقتهم كما هو الحال في كل المحافظات السورية الأخرى ولكن تحدثنا عن سويداء القلب كون مايحدث فيها يخص ويعني كل الوطن وكونه يمكن أن يحدث بالتتابع في كل المحافظات التي لاتقل معاناتها عن معانات أهلنا في السويداء وإن كان الوضع الأمني في هذه المحافظة هو الأسوء والذي تجب معالجته على وجه السرعة حتى قبل تأمين لقمة الخبز لأن الخبز لا يحمي من عصابات القتل والخبز ولايحمي من فوضى السلاح ولا هناء في لقمة العيش دون الأمن والأمان .
ويا حيالله فيكم من ملقاكم إلى ملفاكم .