كتب د . نزار بوش | أهداف الترويج الأمريكي لحرب روسية ضد أوكرانيا…وما هي خيارات روسيا؟

الدكتور نزار بوش | أستاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الإنسانية بموسكو

لن ينتهي الترويج الأمريكي والكذب، بأن روسيا سوف تغزو أوكرانيا.
الهدف الأول، من التهويل الأمريكي، هو ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو ونصب صورايخ أمريكية على الحدود الروسية، إضافة إلى إشعال حرب لاستنزاف روسيا حسب اعتقاد الاستخبارات الأمريكية.
والهدف الثاني، هو فرض عقوبات أوروبية أمريكية على روسيا حتى لا يتم البدء بتشغيل خط السيل الشمالي2 والتأثير على الاقتصاد الروسي.
والهدف الثالث، هو إشغال روسيا في أوكرانيا عن سوريا ومناطق أخرى في آسيا الوسطى.
والهدف الرابع، هو الضغط على أوروبا للاستغناء عن الطاقة الروسية، وبالتالي ضرب الاقتصاد الروسي والأوروبي معا، لأن أوروبا ستضطر لشراء الغاز والنفط الأمريكي أو من مناطق أخرى من العالم بأسعار مضاعفة.

الهدف الخامس، تريد الولايات المتحدة تحريك الطابور الخامس في روسيا

الهدف السادس، هو السعي الأمريكي للهيمنة المطلقة على القرارات السيادية السياسية للدول الأوروبية،، وتهميش الدور الأوروبي، أي احتلال لأوروبا تحت عنوان “أن أمريكا تدافع عن القارة العجوز” من “العدو الروسي”.
والهدف السابع، أن الولايات المتحدة تريد إشغال الأوروبيين عن المقترحات الروسية والضمانات الأمنية، حتى لا يتم تنفيذها أو مناقشتها.

والهدف الثامن، هو تنشيط الاقتصاد الأمريكي عبر تخويف الغرب من روسيا، كي تشتري الدول الأوروبية السلاح من الشركات الأمريكية.

لا شك أن الاستخبارات الروسية تعرف كل هذه الخطط والأهداف الأمريكية، ومعروف أن لدى القيادة الروسية حنكة وصبر وحكمة في إدارة الأزمات والقضايا الدولية والحروب إذا وقعت، لكن هذا لا يعني أن روسيا ستصبر إلى ما لا نهاية، فإذا غامرت الولايات المتحدة عبر أدواتها وانتهكت الخطوط الحمر التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلادمير بوتين، فهذا يعني أن الرد الروسي سيكون صاعقا ومزلزلا، وسيتم بتر الرجل التي تتخطى الخطوط الحمر، فالمسألة لم تعد مسألة أمن قومي روسي فحسب، بل مسألة تهديد لوجود روسيا كدولة.
كما أنه يمكن أن تعترف روسيا بجمهورتي لوغانسك ودونيتسك وبالتالي يحق لها أن توقع مع الجمهوريتين اتفاقات دفاع مشترك، وهذا يعني أن أوكرانيا أصبحت في حالة حرب دائمة ولا تستطيع الانضمام إلى الناتو، وإذا انضمت يعني ذلك نشوب حرب مع روسيا، وعندها ستضع الدول الأوروبية يدها على رأسها، ولكن ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والدول الاسكندنافية لا تريد نشوب هكذا حرب لأنها ستعود بها إلى القرون الوسطى أو ما قبلها.

والآن تنتشر القوات الروسية البحرية والجوية في الشرق الأوسط، وخاصة أن روسيا أرسلت أحدث الطائرات والصواريخ الفرط صوتية إلى قاعدتها في سوريا “حميميم”، إضافة إلى انتشار أكثر من 160 سفينة حربية وغواصة في المحيط الأطلسي والهندي والهادي والبحر الأسود، كل ذلك يعني أن روسيا مستعدة لكل الخيارات والاحتمالات، منها العسكرية والاقتصادية والسياسية.

الشهور القادمة ستشهد تصعيدا أمريكيا آخر عبر الإعلام ومن ثم عبر الأدوات الأمريكية في أوكرانيا ضد روسيا، كما أن الولايات المتحدة ستعمل على تنشيط الجماعات الراديكالية في مناطق التواجد الروسي، فمثلا في سوريا وآسيا الوسطى وأوكرانيا.

وفي نهاية المطاف التصعيد الأمريكي سيستمر ولكن فيما لو وقعت الحرب، فأول الدول التي سيتم تدميرها هي بريطانيا، وأمريكا، وستدفع أوروبا ثمن الحرب باهظا، كما دفعتها في الحرب العالمية الثانية والأولى، لكن أمريكا ربما لن تبقى على وجه الأرض.

فلدى الروس خيارات عسكرية إذا تم استفزازهم، وخيارات قطع الطاقة عن أوروبا وهذا سينهك الاقتصاد الأوروبي أولا ويميت دول شرق أوروبا، والخيار الدبلوماسي إذا نفذ الغرب الضمانات الأمنية الروسية، وتوقف عن ضم دول جديدة إلى حلف الناتو الذي يتضمن في عقيدته أن روسيا عدو لدوله.

 

 

Exit mobile version