الدكتور مكرم خوري مخول | كاتب واكاديمي فلسطيني
ألم ترون الحجم المذهل لعلم فلسطين في افتتاح كأس العالم في قطر ؟ هذا الذي غطى قبة الملعب ؟
ألم تسمعوا خطابات أطفال قطاع عزة يناشدون العالم لفك الحصار – في ومن المونديال ؟
الم تشاهدوا فيديوهات “عرين الأسود” على شاشات ملاعب قطر ؟
وحتى كيف أن المنتخب القطري وضع إسم فلسطين على شارة الكابتن بالانجليزية ؟
إنه خداع منحط ماكر وتجارة بدماء الفلسطينيين .
نعم … هم أحرار – ونحن أيضا، لنقول أن مشيخة قطر ( وبالتحديد في مرحلة كأس العالم” ) اشترت الأقلام وإستأجرت الضمائر وكوت العقول وليّنت المواقف وبرّدت الحماسة وخفضت وتيرة الانتقاد وكل ذلك عبر ضخ الميزانيات. فهذه فرصة مالية ذهبية فقط “الغبي” ( في هذه الظروف المالية الصعبة) ممكن أن يضيعها ؟!
كما أن شركات الدعاية ( بأجرها الخيالي) جهزت رسائل مختلفة ومتناقضة وبلغات متعددة وفقا لشرائح جمهور الهدف ( في حملات اتسمت بالإزدواجية والخداع والتضليل وأكثر التضليل كان موجها للعرب والمسلمين).
ونفهم أن “الشركة” التي تسمى “دولة قطر” المحكومة من زمرة تسببت في دمار أجزاء كبيرة من العالم العربي ودعمت الارهاب في الجمهورية العربية السورية على وجه التحديد( افتكرناها صيدة كبيرة تهاوشنا عليها، قال حمد بن جاسم) أنفقت ما يزيد عن 220 مليار دولار بمناسبة استضافة كأس العالم.
فور انتهاء الألعاب، يكون قد كسب من كسب ماليا من هذه الشركات. و رغم حملات استغلال وشراء تراث بعض الشعوب ومحاولة اختراع “ثقافة وحضارة” ( بمساعدة “اكاديميين وإعلاميين” ساذجين أو أذلاء ) فلن ينفعهم شيء !!
فغالبية هذه الاستثمارات ( في قطر) “ستبقى بالأرض” وستنتهي فشخرة التبذير ؟ الا اذا كانوا قد أخذوا بعين الاعتبار تقديم خدمة اضافية لطواقم القواعد العسكرية الامريكية في قطر ؟ !
لو لم تكن تُقاد هذه الزمرة في قطر من قٍبل بساطير “العقول” الصهيو- أمريكية (مش صحتين)؛ ولو كانت قطر فعلا مكترثة بجودة الحياة في العالم العربي ( وبعد تقديم الاعتذار وطلب التوبة والمغفرة والتعويض لعدة دول – لا بل للأمة العربية كلها) كان بإمكانها ان تحرر فلسطين وتقضي على الفقر في العالم العربي وتساهم بترميم ما دمرته من ليبيا والى سوريا.
قد يُسكت غاز الدوحة بعض الناس لبعض الوقت ( لترتيب حساب البنك) لكن سيفشل كل ما أنفقته قطر في تنظيف سمعتها الملطخة بدماء الإرهاب والدمار .
أعرف تماما أن حسابات الدول تختلف عن المواقف الشخصية؛ لكن هناك حدود لما يمكن أن نقبل به وذاك الذي نرفضه قطعيا.
وإلا فستنسحب “عليكم” دوما قاعدة المثال البريطاني القائل:
“كل شي له ثمنه”،،، فتصبح الحياة ( مع مبررات مقيتة) دعارة مرخصة على كل الأصعدة – وهذا ما نعارضه بشدة!!!
لندن – 21.11.2022
Twitter:@ProfMKM