الدكتور محمد رقيّة | باحث أكاديمي وكاتب سياسي
إن الهستيريا التي يطلقها الاعلام الأمريكي واعلام حلف الناتو بكافة أشكاله المرئية والمكتوبة والمسموعة عن غزو روسي قريب على اوكرانيا فاق كل تصور ولا أساس له من الصحة ويدخل ضمن التضليل والأستفزاز غير المسبوق لروسيا وهو مدروس بعناية مخابراتيا” وعسكريا” وسياسيا”وذلك لتحقيق ثلاثة اهداف أساسية بتقديري :
الاول هو تنشيط مبيعات شركات الأسلحة الأمريكية التي لاتستطيع أن تعيش أو تستمر بدون حروب أوالتهويل بها.
الثاني هو زيادة الضغط الأمريكي على دول حلف الناتو ، التي يحاول بعضها أخذ نوع من الاستقلالية في القرارات كفرنسا والمانيا تجاه روسيا وخاصة فيما يتعلق بانبوب غاز السيل الشمالي وذلك لإحراجها في أي علاقة ودية مع الروس من خلال التهويل بهذا الغزو ، وجعل أوروبا من خلال ذلك أكثر طواعية وارتهانا” للقرارات الأمريكية ، التي تناهض مصالح هذه الدول ، كون أوروبا لا تستطيع العيش بدون الغاز الروسي الذي يساهم بأكثر من ٤٠% من احتياجاتها .
مع ذلك تضرب أمريكا بعرض الحائط بكل مصالح أوروبا وتجبرها على اتخاذ مواقف وقرارات لا ترغبها وغير مقتنعة بها من خلال هذا التهويل الغريب اعلاميا” وسياسيا” وعسكريا” والذي انطلى على الكثير من المحللين السياسيين المناهضين لأمريكا .
االثالث التغطية ومحاولة التملص من المقترحات الروسية بشأن الضمانات الامنية والحفاظ على الأمن القومي الروسي والمؤلفة من عشرة بنود وأهمها تعهد أمريكا بمنع امتداد الناتو شرقا” وعدم انضمام دول من الجمهوريات السوفيتية السابقة الى الحلف وعدم انشاء قواعد عسكرية امريكية فيها.
ولكن دائما” حبل الكذب قصير والأيام أو الأسابيع القادمة كفيلة بإظهار حقائق هذه الضجة المفتعلة .