كتب د . محمد رقيّة | حول الإشكالية المثارة عند البعض عن التنبؤ بالطقس والتنبؤ بالزلازل
الدكتور محمد رقيّة | استاذ جامعي – خبير جيولوجي
في هذه القضية اود أن أوضح النقاط التالية:
■ التنبؤ بالطقس أصبح حاليا” متاح بشكل جيد للمعرفة الجيدة بعناصر الغلاف الجوي وتشكل المرتفعات والمنخفضات الجوية وبفضل توابع المناخ والارصاد الجوية التي تراقب الكرة الأرضية وغلافها الجوي بشكل دائم ، حيث تدرس هذه التوابع مناخ الأرض وبيئتها، وتتابع وترصد الأحوال الجوية وحركة الغيوم وأنواعها وسماكتها وحرارتها واتجاهها وارتفاعها وتوزعها في مختلف مناطق اليابسة أو المياه ودرجة رطوبتها.، وتتابع تشكل الأعاصير وحركتها وتقيس سماكتها وأبعادها وسرعتها واتجاهها ،وتؤمن الاتصالات المختلفة، وتستخدم بالتالي في أغراض التنبؤ الجوي وإنذار السكان في المناطق المعرضة لها.
■ وقد أطلقت دول عديدة توابعها الخاصة بالأرصاد الجوية والبيئية، كأمريكا وروسيا والدول الأوربية واليابان والصين والهند وعدد من الدول النامية . تعمل هذه التوابع ضمن المجال المرئي والمجال تحت الأحمر والحراري.
■ تقيس هذه التوابع أيضا رطوبة التربة ولون المحيط وبخار الماء و قياس درجة حرارة سطح اليابسة والبحار، وتحديــد دليــل القرنيــة النباتيـــة NDVI ،ودليـــل الغطــاء الثلجـــي NDSI ،ومناطق إنتاج النفط وحرائق الغابات .
■ تغطي هذه التوابع الكرة الأرضية بمجملها وتقسم إلى مجموعتين:
■ المجموعــة الأولـــى :
توابع تدور في المدار الثابت للأرض على ارتفاع 36000 كم ، فتبدو كأنها ساكنة. ويغطي كل منها منطقة معينة، بشكل دائم لذلك تستفيد منها مباشرة مجموعة الدول التي تغطي أراضيها ومياهها، ومنها :
-1 سلسلة توابع GOES الأمريكية و تغطي الأمريكيتين والمحيط الهادي، وقد أطلق منها أكثر من/ 15/تابع منذ عام 1975 ،
-2 توابع متيوسات Meteosat وهي أقمار أوروبية بدأ إطلاقها في عام 1977 تغطي أوروبا وإفريقيا والمنطقة العربية ،أطلق منها عشرات التوابع، وتتابع الاطلاقات كلما تعطل أحدها عند انتهاء العمر الافتراضي لأي منها.
-3 سلسلة أقمار INSAT ( إنسات ) وهي توابع هندية ثابتة المدار وتغطي شبه القارة الهندية والمحيط الهندي وجزء من آسيا.
4- سلســلة توابع GMS اليابانيـــــة تم إطلاقها منذ عام 1977 ،تغطي المحيط الهادي الشرقي واستراليا،.
– التابع Eumetsat الذي يجسد سياسات وفعاليات المراقبة البيئية التمهيدية للدول الأوربية. أطلق هذا التابع في أواخر التسعينات بالاتفاق بين الاتحاد الأوربي ووكالة الفضاء الأوربية ESA ، حيث طور لرصد ومراقبة الأرض والظواهر البيئية لأجل السلامة البشرية والتنمية المستدامة.
■ والمجموعة الثانية من التوابع المناخية هي التي تسير بمدار قطبي عمودي تقريباً على المدار الاستوائي ومنها:
-1 سلسلة تيروس الأمريكية على ارتفاع 800كم،
-2 سلسلة نوى الأمريكية على ارتفاع 850 كم، وأطلق منها أكثر من / 20 / تابع، ويعطي بيانات جوية لكل الكرة الأرضية كل نصف ساعة ، او ربع ساعة حسب المنطقة
-3 سلسلة توابع ميتيور الروسية على ارتفاع 800كم، وقد أطلق منها عشرات التوابع
– سلسلة توابع FY الصينية ، وأطلق اولها في 15 أيار 2003 ،
من التوابع القطبية الهامة التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية تابع Met op , الذي أطلق , لتحسين التنبؤ بالطقس ومراقبة مناخ الأرض لزيادة فهمنا عن التغير المناخي .
وتابع Go sat الياباني لتحديد غازات الدفيئة . وهناك تابع Glory , الذي أطلقته الولايات المتحدة في شهر آذار من عام 2011 , مهمته دراسة الهباب الجوي الناتج من مختلف المصادر الطبيعية والصناعية , كما يقوم بمراقبة تغيرات النشاط الشمسي لتحديد تأثير الشمس على المناخ .
■ أما بالنسبة للتنبؤ عن الزلازل فيجب الإجابة على ثلاثة أسئلة
١- أين يحدث الزلزال ؟
٢- ماهي شدة الزلزال المتوقعة ؟
٣- متى يحدث الزلزال ؟
ان الإجابة على السؤالين الاولين أصبحت معروفة لدى المختصين من خلال الخرائط التكتونية والخرائط الزلزالية وخرائط الزلازل التاريخية.
■ أما بالنسبة للسؤال الثالث حول موعد الزلزال فلا زال الأمر مجهولا” حتى الآن ، بالرغم من أن هناك أبحاث أثبتت فاعليتها في مجال الصور الحرارية الفضائية التي جرى تطبيقها على زلزال أرمينيا عام ١٩٨٨ وفي مجال المسح الراداري التداخلي الذي جرى تطبيقه على عدد من الزلازل بينها زلزال ازميت في تركيا عام ١٩٩٩
لكن هذا الأمر يتطلب تقنيات عالية وابحاث عديدة والأهم من كل ذلك المراقبة المستمرة سواء بالتوابع التي تحمل أجهزةالمسح الحراري ، أو تلك التي تحمل أجهزة المسح الراداري وهذا غير متاح حاليا” .
وهناك أبحاث عديدة في مجالات أخرى أرضية وفيزيائية نأمل أن تؤتي أكلها في المستقبل .
اذا” نحن نعرف الآن اين يمكن أن تحدث الزلازل وما هي شدتها المتوقعة ولكن لا نعرف متى تحدث .
وكل من يقول بأنه يعرف متى يحدث الزلزال فهو كذاب ومنجم واولهم فرانك الهولندي .الذي حرق اعصاب الكثيرين
ويجب ان نميز بين التوقع والتنبؤ
وكما يقول المثل كذب المنجمون ولو صدفوا
ولمن يود الاطلاع على المزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على كتابي الزلازل ومخاطرها في مناطق بلاد الشام، الذي اصدره مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق عام 2010
وعلى كتابي تصنيف المخاطر وأهمية تقنيات الفضاءفي مراقبة وإدارة الكوارث الطبيعية .
وهو باللغة الانكليزية وصدر في بانكوك عام 2016 وموجود نسخ منه في مكتبة الأسد الوطنية وفي عدد من مكتبات الجامعات السورية
دمتم بسلام