الدكتور محمد رقية | باحث اكاديمي وكاتب سياسي
إن الكهوف والمغارات منتشرة بكثرة في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية,وهي متمايزة فيما بينها من حيث الصغر والكبر,أو من حيث الشكل والحجم , أو بالنسبة لمحتوياتها الداخلية وأبعادها.. فهناك مغاور لا تتجاوز أبعادها عدة أمتار في الوقت الذي يصل أبعاد بعضها إلى مئات الكيلو مترات.
إن أعمق مغارة في العالم اكتشفت في فرنسا عام /1956م/ وهي مغارة بييرسين مارتين وعمقها /1332 م/
إلا أن أكبر مغارة في العالم اكتشفت في الولايات المتحدة في ولاية كينتوكا وبسبب مقاييسها الكبيرة سميت مامونتو أي أم المغارات وهي ليست مغارة وحسب, بل هي نظام من الكهوف والهوي والتيه المعقدة الخماسية الطوابق، حيث يصل مجموع أطوال هذه الأنفاق والحلقات إلى /240 كم/ ويجري فيها ثلاثة أنهر جوفية مع ثمانية مساقط مائية وهي مرتبطة مع السطح بنهر /غرين ريفر/ كما يوجد فيها ثلاثة بحيرات جوفية، ويصل طول بعض قاعاتها إلى /163 م/ …
و من المغاور الجميلة الأخرى مغارة كونغور الجليدية في الأورال التي قمت بزيارتها عام 1991 التي توجد ضمن صخور الجص و الإنهدريت و تقع على سفوح الأورال الغربية و يصل امتداد جميع قاعاتها إلى 4,6 كم و يوجد ضمنها العديد من البحيرات التي يصل عدد الكبير منها إلى ( 19 بحيرة) و تصل مساحة أكبرها إلى ( 200 م2) و تتميز بتعدد طوابقها و انخفاض حرارتها التي تصل إلى / 2-3 درجة تحت الصفر/ مما يسمح بوجود الجليد الدائم فيها على مدار السنة.
يرتبط مع تشكل المغاور ظواهر الصواعد والنوازل التي يمكن أن تملك مختلف الأشكال المدهشة والجميلة تدهش وتسر الناظرين بهيئاتها وألوانها، فهي تذكر مرة بأعمدة المعابد العجيبة، ومرة أخرى بتماثيل الوحوش والحيوانات ، وأحياناً أخرى بالألواح الحجرية المتنوعة.
يوجد في بلدنا عشرات المغاور الطبيعية تحفل بإبداع الطبيعة وسحرها الأخاذ وهي مغمورة اعلاميا” وخاملة سياحيا” ،
و هي تتواجد بشكل عام ضمن الصخور الكلسية و الكلسية الدولوميتية الجوراسية والكريتاسية والباليوجينية و التي تنتشر في سلسلة الجبال الساحلية و في سلسلة لبنان الشرقية و جبال القلمون و بعض الجبال التدمرية و مناطق إدلب و عفرين . كما يوحد عدد منها في بعض المناطق البركانيةبمحافظة السويداء.
ومنها :
مغارة الضوايات بالقرب من مشتى الحلو
مغارة كفر بهم بحماة
مغارة بيت الوادي بالدريكيش
مغارة دوير بعبدة بمنطقة جبلة التي درستها عام 1993
مغارة المزيرعة التي درستها عام 1993
مغارة القصير اتي درستها عام 1995
مغارة الحويز على طريق عام أفاميا.. جسر الشغور بالقرب من قرية الحويز في منطقة الغاب
مغارتي جوعيت والنمرية في منطقة الشيخ بدر
هوة الجباب بالقرب من الدي بمنطقة القدموس
مغارة سبة شما صافيتا
مغارة مرمريتا بالقرب من بلدة مرمريتا
مغارة البيضا جنوب مصياف
مغارة موسى في بلودان .
ومن المغاور الموجودة ضمن الصخور البركانية البازلتية في جنوب سورية :
مغارة عريقة غرب شهبا والتي تستثمر على نطاق ضيق.
مغارة الدلافة في وادي الشام العميق .
مغارة هوة الصوخر شمال غرب قرية أم الرمان جنوب مدينة السويداء ويصل طولها الى عدة كيلومترات كما تشير المعطيات الأولية ولم تدرس حتى الآن .
مغارة قنوات جنوب بلدة قنوات .
مغارة سطح نملة قرب بلدة الرضيمة الشرقية.
وهناك مغارة الرقة ضمن الصخور الجصية الانهدريتية وهي كبيرة جدا” .
هناك أيضا” العديد من المغاور غير المستكشفة و خاصة في سلسلة الجبال الساحلية مثل:
مغارة التون القرق في منطقة القدموس التي يجري فيها نهر جوفي يعطي نبعاً فواراً بعد عدة مئات من الأمتار عنها.
مغارة وادي الينابيع في قرية خربة القبو
مغارة الحرش بالقرب من بارياحا.
مغارة البارودية في وادي يسمى وادي الحمام على بعد ٣٠ كم من مدينة بانياس الساحل
ومغارة الشير القريبة منها ، مغارة الشميميس وهوي الكرسي في بيت عانا و غيرها الكثير.
ويوجد العديد من الهوي في مناطق مختلفة وخاصة في جرد القدموس ضمن صخور الجوراسي الكلسية الدولوميتية , التي اطلعنا على بعضها سابقا .
إن المغاور الموجودة في بلدنا الحبيب عديدة جداً إلا أن معظمها غير معروف أوغير مستكشف و المعروف منها غير مستثمر بالشكل المطلوب.
إن هذه التحف الفنية الطبيعية الباطنية تستغرق الطبيعة في تكوينها ملايين السنين و هي لا تتكرر أبداً، لذلك فإن استكشافها و دراستها و حمايتها و الحفاظ عليها من عبث العابثين واستثمار المفيد منها في السياحة و الاستجمام ضرورة وطنية و إنسانية في آن معاً
و إن بلادنا الجميلة الغنية بآثارها الحضارية التي قدمتها يد الإنسان لا تقل غنى بآثارها الطبيعية المدهشة التي قدمتها لنا الطبيعة عبر تطورها الطويل خلال ملايين السنين .
مرفق عدد من الصور لمغارة الضوايات ومغارة القصير ومغارة بيت الوادي ومغارة كفربهم