الدكتور علي عز الدين | كاتب وباحث لبناني
عبر التاريخ كان للأشاعات دوراً مهماً في نقل الأخبار التي أُريد لها أن تنتشر خدمة لشخصٍ ما،او لجهة ما ،حكومية كانت أو خاصة ،اغلب مطلقي الاشاعات عبر التاريخ كانوا يعملون بخدمة جهات توظفهم من أجل تحقيق مكسب ما .
العديد من الأمثلة مرّت عبر التاريخ تتعلق بهذا الموضوع ،لكن ما يعنينا نحن بالوقت الحاضر اشاعات الحرب .
فاعداؤنا كُثُر،و كمية المجنّدين لخرق صفوفنا من ضعاف النفوس ،للمنتفعين,للحاقدين أكثر مما ينبغي.
لذلك كان لا بد من التوعية ،عبر كل المصادر ،فلا نقدّم لأي جهة أخرى معلومات بالمجان ،الهاتف بين أيدينا هو سلاح فتّاك ،نستخدمه بالحرب الإعلامية الكبيرة ،الحرب الناعمة ،الحرب الثقافية ,وممكن أيضاً لبعض عشّاق السبق الصحفي ونشر معلومات مغلوطة تؤثر على الجو العام بشكل سلبي ،او تبث الخوف و الرعب بين الجماهير ،لا خدمة للأعداء مدفوعة أو ذات بدل أو أجر ،لكن حب الشهرة وحب الظهور على سهولته في هذه القرية الكونية هو الذي يُودي بمطلقي الاشاعات للخطأ و الأذى دون أن يعلموا ..
ما حدث أمس مع الناشط في العالم الافتراضي الأستاذ ( أسامة نور الدين) ،خير مثال عن مدى تأثر صفحات التواصل الاجتماعي بالأشاعات وحب السبق الصحفي والمعلوماتي ،فبعد إعتداء العدو الإسرائيلي على سوريا من الأجواء اللبنانية وبدء ماكينة المُغرضين بإطلاق اشاعات عن استهداف و استشهاد و مقتل و فقدان ،لتحقيق نصر معنوي للعدو ،ومن الناس من أطلقها للأسباب المذكورة سابقاً، عمد أسامة نور الدين على إطلاق تغريدة ساخرة من هؤلاء ،واعلن عن استشهاد بعض القادة منهم : علي أكبر مطلق اشاعاتي،وانتشرت هذه التغريدة كالنار ،حتى وصلت إلى بعض مواقع العدو الذي نشرها باللغة العبرية ،الذي سقط بنفس الفخ الذي سقطت به اغلب المواقع الإخبارية التي تعتمد على السبق الصحفي والمعلوماتي دون التدقيق بمصادر المعلومات ،فبحركة بسيطة أو قراءة أبسط لإسم القائد الوهمي المذكور بتغريدة نورالدين ،اشاعاتي،يعلم القاريء الفطن أنه أمام تغريدة ساخرة من مطلقي الإخباريات والاشاعات دون التحقق من المصدر .
أما لماذا أخذ العدو التغريدة؟
الإجابة أن العدو حاضرٌ بيننا ،بهواتفنا،على صفحاتنا للتواصل الإجتماعي ،يراقب كل صغيرة و كبيرة ،يجمع الرقائق والدقائق ليربطها ببعضها و يستنتج منها الحقائق ،بين بث الاشاعات عبر مشغليه،يعمد القابع خلف الكواليس على خدمة العدو بإستجرار المعلومات من مرتادي صفحات التواصل الاجتماعي دون أن يدري من يقدم معلومات مجانية أن كل شيء يصل لمن يريد تحقيق الأهداف.
علّنا نتعظ من هذه المسألة ،ونخفف تقديم المعونات والمعلومات المجانية للعدو ،و نراقب اي معلومة حتى لو ظنناها بسيطة أو سخيفة ،فلعبة تركيب الاحجيات وربط الصغائر ربما تنتهي بضرر كبير على المسيرة وخدمة للعدو المتربص بنا على كل زاوية و مفرق .
أسامة نور الدين ،بإتصالنا به قال : لقد تدمر الكوكب من تغريدة ساخرة ،معللاً أن إطلاق الشائعات سهل واسهل منه للتحقق وهو الناشط والضليع بشبكات المعلومات والتواصل ،اراد من تغريدته لفت النظر للجميع ،بالتروي والصبر وأخذ المعلومات من مصادرها الأصلية .