كتب خليل نصرالله | “إسرائيل” تلوح بــ “الاغتيالات” .. عجز ولعبة خطيرة!

خليل نصرالله | كاتب واعلامي لبناني

ليس عبثا عودة الدعوات الإسرائيلية إلى تطبيق سياسة “الاغتيالات” ضد شخصيات فلسطينية مقاومة. تلويح يتم عبر تسريبات إعلامية تنقل عن توجهات أمنية، وهذه المرة مع إبداء الاستعداد إلى دفع الثمن أمام أي عملية مهما كان كبيراً ولو كان تصعيداً. وهو أمر قد يؤشر الى مبالغة إسرائيلية، من جهة، وتعبير عن عجز من جهة أخرى إذا ما نظرنا إلى الأسباب التي تدفع لإعادة طرح هذه السياسة.

العام الماضي، شن الإعلام الإسرائيلي مع شخصيات سياسية حملة تحريض واسعة ضد يحيى السنوار، على خلفية عملية “ألعاد” البطولية. اعتبروا يومها أن السنوار يحرض الفلسطينيين في الضفة من غزة على القتل، وهو يشجعهم على تصعيد العمليات. سرعان ما تبدد الأمر أمام واقعية المشهد، إذ أن قتل السنوار قد يشعل حربا لا يمكن التنبؤ برقعتها وامتدادها.

يومها علق قائد وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، عميت ساعر، خلال مقابلة مع صحيفة “يسرئيل هيوم”، على دعوات قتل السنوار، متسائلا: “هل يجب أن نقتله؟” وأردف يجيب على تساؤله: “أنا لا أركز على اغتيال شخص واحد في مواجهة مع منظومة .. لكنه قد يكون هدفا في أي معركة مقبلة”.

ما قاله “ساعر” يختصر تقييما إسرائيليا لتجارب الماضي، فلم يغير اغتيال الامين العام لحزب الله سماحة السيد عباس الموسوي في لبنان مسار المقاومة، وهناك من خلفه واستكملت المواجهة. كذبك اغتيال القادة الفلسطينيين سواء من العسكريين أو السياسيين. وحصر ساعر إمكانية قتل السنوار خلال الحرب لا خارجها، وهو له تفسيراته المتعددة.

اليوم، يعيد الاسرائيليون التلميح والتلويح بسياسة الاغتيال، ويوقتونها مع حملة ضد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”  الشيخ صالح العاروري عبر تحميله مسؤولية ما يجري في الضفة الغربية المحتل والقدس، وكذلك مزاعم انشائه بنية عسكرية لحماس في لبنان.

يتضح من خلال مسار المواجهة أن التلويح بالاغتيال لا يخرج عن سياق إشغال قوى المقاومة سواء في غزة أو لبنان، ومحاولة أيضا لاستعراض القوة الذي يمكن أن يقدم للجمهور الإسرائيلي المحبط أمام الضربات الأخيرة التي يتعرض لها الكيان، وفشل المؤسسة الأمنية في تقديم تطمينات أمام موجة عمليات المقاومة في العمق والضفة والقدس، وكذلك “زنار” الصواريخ المحيط بالكيان، والذي يمكن القول أنه قدم نموذجا لحضوره ووحدته منتصف شهر رمضان كرد على اقتحام المصلى القبلي في المسجد الاقصى.

من الواضح أيضا، أن من الكيان من يريد الهرب إلى الأمام عبر حدث يغطي على الفشل في الضفة والقدس وكذلك في منع الوحدة بين ساحات المقاومة، وكذلك تآكل قوة الردع التي شجعت على المبادرات الأخيرة في أكثر من جبهة، بحسب ما تعبر عنه أوساط إسرائيلية، أمنية وسياسية.

لا يمكن القول إن الإسرائيليين لا يضعون في حساباتهم أمرا كهذا والحذر واجب، لكن الموشرات تبين أن الحملة هدفها طمأنة الداخل أقله في إبداء الاستعداد لأي استحقاق أو تطور عسكري وأمني.

في المحصلة، يجب الإشارة إلى أن أي عملية اغتيال لشخصية فلسطينية في الداخل او الخارج سيكون لها تبعاتها، إن لناحية الرد عليها ونوعيته، أو للمكان الذي سينطلق منه الرد، وما يمكن أن ينتج عنه الذهاب نحو مواجهة متدحرجة، الظروف مهيأة لها.

المصدر | موقع العهد الاخباري

Exit mobile version