كتب حيّان نيّوف | وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” ( حول الحرب في اوكرانيا
حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
يبدو أن هذه الحرب لن تنتهي بسهولة، فالدعم الأمريكي والأوروبي والغربي (لكييف) مستمر ، وهناك تحضيرات وخطط لتخصيص أموال (في ميزانيات الدول الداعمة لكييف) تحسبًا لاستمرار الحرب ، وهناك من جانب آخر تصريحات لروسيا بهذا الصدد ، وعندما نجمع كل ذلك نجد أنه ليس من الخطأ القول إن هذه الحرب ستستمر على الأرجح خلال عام 2023″.
– ما قاله آكار بديهي ، وتعكسه كل المواقف والاحداث على الارض ، مالم يحدث شيء مفاجئ يغير قواعد اللعبة برمتها .
لكن تصريح آكار يحمل ايضا في مضمونه رغبةً تركيةً لاستمرار الحرب ، ذلك ان تركيا تعتقد أن الحرب في اوكرانيا ساهمت وستساهم في تفعيل الدور الجيوسياسي لتركيا في العالم الجديد ، كما انها ستحول تركيا إلى حلقة وصل لا غني عنها و لا بديل لها بين الشرق و الغرب ، وفي جانب آخر تعتقد تركيا أن الحرب الاوكرانية ستعطي تركيا هامشا للأمان الذي تفرضه الحاجة إليها طالما استمر الصراع على الارض الاوكرانية وفي شرق اوروبا عموما .
وبالمختصر فإن تركيا ترى في الحدث الاوكراني طوق نجاة لها ، وسفينة عبور لها إلى العالم الجديد كقوة صاعدة محورية .
غير أن الرهان التركي تقف دونه عراقيل اخرى مرتبطة بالإستراتيجيات الامريكية و الروسية في المواجهة ودرجة تصاعدها ، هذا من جانب ، و وبالطموحات التركية المنفردة والإنتخابات الرئاسية التركية من جانب آخر .
فقد بات من الواضح ، أن الاميركي يفضل اللعب مع المعارضة التركية ، في حين يفضل الروسي اللعب مع أردوغان ، على الرغم من ان كلا القطبين قد شبك علاقاته مع تركيا الدولة و المؤسسات.
لذلك فإن تصاعد الصراع في اوكرانيا ( وهو احتمال مرجح للغاية ) لن يكون في مصلحة تركيا التي ترغب في ان يستمر الصراع وفي ذات الوقت ترغب في بقائه ضمن نطاقات مسيطر عليها ، وإن خروج الصراع عن الخطوط الحمراء سيؤدي الى تبدل الاستراتيجيات بين القطبين والدفع باوراق جديدة ستشكل خطرا على المحيط الاوكراني و المحيط الروسي و الاوروبي بما فيه تركيا ، وحتى الشرق اوسطي ، وعندها لن يكون مقبولا للقطبين ان تمارس تركيا ذات الدور الزئبقي الذي لا يصلح في مرحلة التصعيد الجديد .