كتب حيّان نيّوف | ماذا وراء تصريح السوداني عن حاجة العراق للقوات الأميركية ؟
حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال” رئيس الوزراء العراقي يقول :
《 الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة وأن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي يحتاج إلى المزيد من الوقت
وأشار إلى أن فرق القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة متشددي التنظيم الإرهابي لكنها تظل بمنأى عن القتال الفعلي إلى حد كبير 》
• ماذا يعني هذا التصريح للسوداني ؟ وهو الذي قال سابقا بإنه لاحاجة للعراق إلى قوات التحالف !!
تصريحات السوداني جاءت قبيل زيارته لواشنطن ، كما انها تاتي بعيد 13 لقاء عقده السوداني مع السفيرة الأميركية لدى العراق منذ تشكيله الحكومة .. ومن المعروف أن السوداني هو مرشح الإطار التنسيقي ( الذي يصر على وضع جدول زمني لخروج القوات الامريكية من العراق ) بالاصل لرئاسة الحكومة !!
لا يمكن فهم تصريحات السوداني إلا ضمن إطار ما يجري في الإقليم ، من اليمن ( استمرار الهدنة و المفاوضات ) الى لبنان ( اتفاق الحدود البحرية ) الى العراق ( استقالة الكتلة الصدرية وتشكيل حكومة السوداني ) بالإضافة الى الحوار السوري/التركي الذي انطلق من اللقاء الثلاثي في موسكو ..
ما تريده الولايات المتحدة هو ضمان استمرار تدفق مصادر الطاقةمن الاقليم الى أوروبا ، هذا الهدف الامريكي هو خيار الضرورة الذي لا بد منه بعد الحرب الاوكرانية لمنع سقوط اوروبا بيد روسيا ، وتجنب الإنفجار والتفكك الداخلي الاوروبي ..
لذلك فإن الولايات المتحدة لا تستطيع ضمان ذلك من دون تهدئة اقليمية ، دلت عليه الملفات التذ ذكرناها آنفا ، وبالنسبة للعراق كمصدر رئيسي للطاقة ، فإن الأميركي لا يثق بتسليمه بالمطلق والركون إلى حسن النوايا ، وهو يريد ضمانا لذلك عبر الحفاظ على وجود عسكري طويل الامد له في هذا البلد ..
وهو شرط أميركي لن تفرط به الولايات المتحدة للاستمرار بالحلول و التهدئة ، وبالتالي فإن إخراج ذلك يحتاج ربما الى صيغة وسطية تحت مسمى قوات للتدريب و تقديم المشورة العسكرية والأمنية .. لكنها بالمقابل يجب ان تكون على استهداد لتقديم تنازلات في ملفات اخرى ولو على حساب حلفائها او توابعها الاقليميين ، وهذه التنازلات من المفنرض ان تشمل سورية ولبنان و اليمن وربما غيرها بما فيها تنازلات اخرى في العراق بدأت سابقا ..
وربما ليس من قبيل الصدفة ان تأتي زيارة السوداني للولايات المتحدة ، في ذات الفترة التي سيزور فيها وزير الخارجية التركي واشنطن ، وكذلك الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني في المنطقة والتي ستقوده بنفس التوقيت إلى موسكو ..