حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري
قال البيت الابيض في تغريدة له على تويتر :
《كبار السن في الولايات المتحدة يحصلون على أكبر زيادة في شيكات الضمان الاجتماعي الخاصة بهم منذ عشر سنوات بسبب بايدن 》
ردّت شركة تويتر على مضمون التغريدة بوضع علامة تحذيرية عليها كمعلومات غير دقيقة و عرضت “تويتر” سياقاّ تصحيحيا حول مضمون التغريدة، قالت فيه :
《 إن الزيادة في شيكات الضمان الاجتماعي لكبار السن ترجع في الواقع إلى التضخم 》
على إثر ذلك ، قام البيت الأبيض بحذف التغريدة الخاصة به ..
يشار إلى ان موقع “تويتر” شهد خروج العديد من مشاهير هوليود ومئات الاف الحسابات التي غادر أصحابها الموقع بعد استحواذ ماسك على الشركة ، في خطوة تعكس مستوى الصراع والإنقسام داخل الولايات المتحدة ..
وكنا كتبنا حول ذلك مقالا منذ أيام
《 “إليون ماسك” يستحوذ على تويتر مقابل 44 مليار دولار ، و “مارك زوكربيرغ” صاحب شركة ميتا ( فيسبوك + انيستغرام ) يخسر 100 مليار دولار منذ ظهور كورونا ويتراجع إلى المرتبة 23 في ترتيب الاثرياء بعد أن كان في المركز الثالث 》
هذه الأحداث وغيرها ، جاءت لتعطي مؤشرا آخر على انقسام الدولة العميقة ، واحتدام الصراع والإنقسام السياسي في الولايات المتحدة .. هذا الصراع بات ينعكس على الاستراتيجيات الامريكية والسياسات الخارجية المتعلقة بكافة الملفات العالمية ، بما فيها العلاقة مع كل من روسيا و الصين و ايران و السعودية و الاتحاد الاوروبي ، وحتى الصراعات السياسية داخل دول الإتحاد الاوروبي ، وأسواق المال والاقتصاد والطاقة … وآخر ما جرى تسريبه أن ترامب هنأ “ماسك” على امتلاكه لشركة تويتر ..
بلا شك فإن خصوم الولايات المتحدة يدركون جيدا ما يجري في أروقة مراكز القرار الامريكي ، بل إنهم باتوا مؤثرين فيه .. من جانب آخر فإن حلفاء الولايات المتحدة باتوا هم أيضا مؤثرين في هذا الصراع الداخلي الامريكي خوفا على مصالحهم ، بدا ذلك واضحا من خلال القرار السعودي الاخير بتخفيض انتاج النفط عبر أوبك + ، في خطوة جاءت في صالح الجمهوريين وتيارهم السياسي والاقتصادي ..
وليس من الخيال القول بأن كل ذلك ساهم في خلق هامش جديد للقاء بعض خصوم الولايات المتحدة مع بعض حلفائها ، وهو ما لمسناه في العديد من التحولات في العلاقات الدولية ، وآخر فصوله تجلى في تأييد كل من روسيا و الصين لانضمام السعودية الى مجموعة بريكس ، وما سبقه في منظمة شنغهاي وغيره …
لقد قالها بوتين بالأمس “إن العقد الحالي هو العقد الأخطر على العالم منذ الحرب العالمية الثانية ” ..