تحليلات و ابحاثكتاب الموقع

كتب حيّان نيّوف | القبضة الروسية و الهلع الأمريكي

حيّان نيّوف | كاتب وباحث سوري

من الملاحظ أنّ موجة جديدة من التصعيد الأميركي قد بدأت في مواجهة روسيا ، وبشكل متلاحق بدأت الحملة عبر التضليل الإعلامي فيما يخص “مجزرة بوتشا” المزعومة ، ليتبع ذلك تراجع “زيلينسكي” عن مبدأ حيادية أوكرانيا ، واتهام الولايات المتحدة لروسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في المعارك ، ومن ثم رفض الفصائل المتطرفة في ماريوبول تسليم مركز المدينة ، وختاما إعلان وزير الدفاع الأمريكي عن ارسال دعم عسكري عاجل الى أوكرانيا يشمل طائرات مسيرة مضادة للدروع .. بلا شك أن الولايات المتحدة تهدف من خلال التصعيد بالدرجة الأولى إلى إعادة الروح لهيبتها المفقودة ، ووقف الانكسار الذي أصاب محورها على مستوى العالم والذي بدأ يشهد تحولا في المواقف لكثير من الدول الحليفة لها تجاه روسيا ، هذه الدول بدأت تأخذ مواقف منفردة تراعي مصالحها العليا دون الالتفات لما تريده الولايات المتحدة وترفض الدخول في لعبة العقوبات ضد روسيا والأمثلة على ذلك كثيرة في شرق أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وغيرها .. الأمر بات يتحول من حالة اقتصادية إلى حالة سياسية وربما شعبية ، كما هو الحال في باكستان ، وهنغاريا ، ولاحقا ربما تركيا و جورجيا وسلوفاكيا وغيرها ، وهو ما دق ناقوس الخطر بالنسبة للولايات المتحدة التي تشعر بتاكل هيبتها و باتت تتحسس فرط عقد تحالفاتها ، خاصة مع دخول الصين حليفة روسيا على خط التقارب مع أوروبا التي تئن بفعل الحرب الأوكرانية .. بالمقابل ، فإن روسيا بقيادة بوتين الذي طوّق عنق الغرب بقبضة فولاذية ، لا يمكن له أن يفلت قبضته دون تحقيق الأهداف التي يسعى إليها في عالم جديد يكون فيه لروسيا العظمى المكانة التي تليق بها ، وإلا فإنه سيكون قد فوت على نفسه وبلاده اللحظة التاريخية التي من الصعب للغاية تكرارها ، وهو الذي أعد لها طويلا … موسكو التي أريد لها العزلة ، تحولت بدل ذلك إلى محج لمن اراد انقاذ بلاده ، وأما الخوف من تبعات الاقتراب من روسيا بفعل الغضب الأميركي ، فبلا شك أن الجميع قد قرأ البيان الروسي-الصيني الصادر عن القمة التاريخية لزعيمي البلدين قبيل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والذي كان أهم بند فيه ” أن البلدين يعتزمان مقاومة تغيير الأنظمة بالقوة تحت أي ذريعة” ، محتوى هذا البند تلقفه رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” أولا ، وأكدته محاولة الانقلاب الفاشلة في كازخستان قبيل ذلك ، وأسست له ( موسكو و طهران و بكين ) من خلال مواقفها التحالفية مع سورية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى