حيان نيوف ظ\ كاتب وباحث سوري
بالرغم من أن الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن لمدة شهرين ، تعكس رغبة سعودية علها تشكل حبل نجاة للسعودية بعد العمليات الموجعة والنوعية التي نفذتها صنعاء في العمق السعودي … غير أنها في حقيقة الأمر تعكس رغبة أمريكية بالدرجة الأولى في ظل دخول اليمن بقوة على خط الصراع الدولي وخاصة من بوابة أمن الطاقة وحجم الإنتاج النفطي وأسعار النفط ، وانعكاس كل ذلك على الاقتصاد العالمي وخاصة الغربي .. تأتي الهدنة في مرحلة وصل فيها ملفي الحرب الأوكرانية والنووي الإيراني الى مراحل شبه حاسمة ، وتبدو مهلة الشهرين ضرورية لقفل الملفين سواء لجهة نجاح التفاوض أو فشله في كل منهما ، مع ارجحية للنجاح كما تبدو عليه المستجدات التي ظهرت في الأيام الأخيرة .. بلا شك ، فإن اوراق الضغط التي استخدمتها روسيا وإيران وحلفاؤهما مؤخرا ، كانت شديدة التأثير وموجعة للغاية ، وكان من الملاحظ أنهم اعتمدوا استراتيجية الهجوم بعد سنوات من اتباع استراتيجية دفاعية ، استراتيجية الهجوم شملت العديد من الساحات ، وعلى أصعدة مختلفة عسكرية واقتصادية وأمنية وسياسية ، في أوكرانيا وأوروبا ، وفي العراق وفلسطين ، وفي اليمن والسعودية ، وحتى في افريقيا ، وكذلك شرق من باكستان إلى كوريا الشمالية وجزر الكوريل وغيرها .. هدنة الشهرين لا تخص اليمن فقط ، بل انها تمثل فرصة للولايات المتحدة لتتمكن من صياغة وإخراج رضوخها في كل الملفات بطريقة تحفظ الحد الأدنى من ماء وجهها قبيل الانتخابات النصفية ، ولتتمكن من ترتيب جبهتها الداخلية التي قد تشهد أحداثا مفاجئة تطيح بكل ذلك وتعيد الأمور إلى المربع الأول ، وبالتأكيد فإن تيارا واسعا في الولايات المتحدة لا يرضيه ما وصلت إليه الأمور ويسعى لقلب الطاولة من الداخل الأمريكي بعد العجز عن التأثير الخارجي ..