حيان نيوف | كاتب وباحث سوري
بمناسبة انعقاد قمة منظمة شنغهاي منتصف شهر أيلول القادم في العاصمة الأوزبكية “سمرقند” ، ودعوة سورية لحضور هذه القمة من ضمن دول عدة عربية وغير عربية جرت دعوتها ، وما صرّح به وزير الخارجية الروسي “لافروف” عن وجود طابور من الدول يريد الإنضمام لهذه المنظمة ..
نعيد نشر مقال كتبناه منذ عامين حول الدور الحتمي لسورية كحلقة وصل وربط لا غنى عنها
بالإضافة لكونها بوابة أوراسيا على البحر المتوسط
تشكل سورية حلقة الوصل مابين المشروع الاوراسي والعالم العربي وهذا هو سرّ من أسرار الهجمة الشرسة على سورية من قبل “الكيان الصهيوني” والولايات المتحدة الامريكية ..
فشل الحرب على سورية يعني فشل المشروع الاميركي لخنق وتطويق المشروع الاوراسي ومنعه من الوصول للمتوسط اولا ، وللتشبيك والتواصل مع العالم العربي بمشرقه الاسيوي ومغربه الافريقي ..
تدمير مرفأ بيروت والتشبيك الاسرائيلي في حوض المتوسط مع ( مصر واليونان وقبرص ) والمسارعة في فرض التطببع وملحقاته الامنية والاقتصادية ، ومشروع الشام الجديدة ، وتطويع مصر عبر سد النهضة وقروض البنك الدولي ، هذا وغيره له هدف واحد لا غير ، وهو تطويق سورية ومحاولة يائسة لحرمانها من لعب الدور الجيوبولتيكي الاهم في العالم كحلقة وصل بين الشرق والغرب ، والشمال والجنوب ..
(معبر القائم/البوكمال و المرافئ السورية على المتوسط) تشكل نقاط القوة الاساسية في كل هذا الصراع ولذلك شهدنا المسارعة الى تأمين هذه المواقع الاستراتيجية ، وشهدنا الجنون الاميركي الاسرائيلي يوم تحرير دير الزور قبل غيرها ، ويوم فتح معبر القائم البوكمال ، وما زلنا نشهد الاعتداءات على تلك المنطقة ..
يدرك الأميركي ومن امامه الاسرائيلي أن كل ما يقومون به لا جدوى منه ومصيره الفشل الذريع وأن انتهاء الحرب على سورية يعني حكما عودتها للاستثمار بموقعها و ومكانتها العربية الاوراسية ، وهذا ما يفسر قمعهم لأية محاولة لعودة سورية للجامعة العربية ومنعهم الدول العربية من اعادة العلاقات مع دمشق ، وهم على استعداد للاطاحة بأي من انظمتهم العربية العميلة في حال فكروا بالاقتراب من دمشق كما جرى للبشير السوداني ، ومن بعده لرئيس الوزراء العراقي ..
ويجري العمل اليوم على تغيير مفاهيم الايديولوجيات والعقائد عبر طرح ما بات يعرف ( بالابراهيمية ) كبديل (للعروبة) التي تشكل سورية قلبها النابض وسرّها الاعظم ، والهدف واحد استبدال سورية العروبة والرمز ، بإسرائيل “الابراهيمية” كرمز للأعراب ، وهذا يستلزم بالضرورة تصفية القضية الفلسطينية كقصية مركزية للعروبة اولا ولسورية العربية ثانيا ..
سورية التي تنتهج سياسة الصبر والحكمة تدرك جيدا ما يخطط له ، وتدرك جيدا أنها اجتازت الامتحان الأصعب ، وانها قطعت شوطا بعيدا في تحقيق نصرها الاسطوري ، وان كل ما يحاك ويخطط لها ليس سوى أضغاث احلام لا جدوى منه ، سورية الصامدة الصابرة بالرغم من هول الضغوط كانت ومازالت وستبقى على ثوابتها ومبادئها وانتمائها العربي وقضيتها المركزية هي فلسطين ..
وبالاهداف والنتائج ستكون سورية حلقة الربط والوصل والتشبيك ما بين المشروع الاوراسي العظيم القادم وما بين المشروع القومي العربي المتجدد ، ستكون هي سورية العربية الاوراسية العظيمة مركز العالم وقبلة الشرق والغرب …