كتب حيان نيوف | التحرّك السوري يفضح المستور

حيان نيوف | كاتب وباحث سوري

بحسب الإعلام “الإسرائيلي” ، فإن قمة “شرم الشيخ” ناقشت عودة سورية للجامعة العربية وتأثير تلك العودة

تعقيب :

1- عندما تحدث “سامح شكري” عن أن عودة سورية للجامعة العربية تحتاج إلى اعتبارات إقليمية ، قلنا وقتها أن شكري كان يقصد بالاعتبارات الإقليمية “إسرائيل” ، ولو كان يقصد دول عربية ، لقال “اعتبارات عربية” ..

2- عندما تسربت معلومات مؤكدة من السعودية تفيد بأن السعودية لا تمانع عودة سورية للجامعة العربية وأن مصر هي من يعرقل تلك العودة ، قلنا وقتها أن هذا الكلام دقيق وان السيسي يستثمر في إبعاد سورية من الجامعة العربية لتمرير سياساته الانبطاحية ، بالإضافة إلى الاستثمار الاقتصادي من خلال تقديم بلاده كدرع حماية لدول الخليج في وجه إيران مقابل الحصول على المال الخليجي ، في حين أن عودة سورية لدورها العربي سيسهم في حل المشاكل الإيرانية الخليجية ، ومن خلال دعمه للمشاريع الصهيونية في الساحة العربية في دول الخليج وشرق المتوسط وحتى في العراق ..

3- من الطبيعي أن تشعر “إسرائيل” بالقلق من إيران ومن الاتفاق النووي ، وكذلك يمكن تفهم بعض القلق الإماراتي الذي يمكن معالجته من إيران ، أما الموقف المصري المعادي لإيران والذي يتبناه السيسي فلا يمكن وصفه الا بالموقف الانتهازي والانبطاحي ، انتهازي لأن السيسي يستثمر به ، وانبطاحي لأنه يأتي تنفيذا لسياسات غربية إسرائيلية ..والموقف العدائي للسيسي من إيران يترجم سياسات مصر تجاه سورية ومحور المقاومة ..

4- ربما ستشهد المرحلة المقبلة تحركا مصريا تجاه دمشق بعد الحصول على موافقة أمريكية إسرائيلية ، “فالسيسي مثلا ما زال بانتظار موافقة واشنطن لمد لبنان بالغاز بعد أن تم الانتهاء من تجهيز خط الغاز تقنيا ، وهو موقف أعلن عنه صراحة وزير البترول المصري صراحة ودون خجل” ، فإذا كان تمرير بعض الغاز إلى لبنان يحتاج إلى إذن واشنطن ، فما بالكم بالانفتاح على دمشق ؟!

5- اذا كانت عودة سورية إلى ممارسة دورها العربي هو واقع يفرضه الانتصار السوري والتحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم من أوكرانيا إلى فيينا ، ومن اليمن إلى بكين ، ومن دمشق إلى فلسطين المحتلة ، فإن الأنظمة العربية التي لم تجد بدا من القبول بالأمر الواقع تسعى للحصول على موافقة المشغل الأمريكي الصهيوني للتعاطي مع هذا الدور السوري الذي لا مفر منه خوفا من اغضاب المشغل ، وهي باتت كبالع الموس على الحدين ..

6- أخيرا ، لا يجب أن يفهم القارئ أننا نثق بالاعلام الصهيوني ونبني عليه ، لكننا في ذات الوقت لا نثق بأنظمة الانبطاح التي تدور في الفلك الصهيوامريكي ، وإذا كانت الامارات اتخذت مواقف جيدة وجريئة بغض النظر عن خلفياتها التي تحدثنا عنها سابقا ، فإن نظام السيسي ما زال الاكثر جبنا من بين كل الأنظمة العربية في اتخاذ خطوة واضحة وعملية تجاه سورية.

Exit mobile version