كتب العميد الركن ناجي الزعبي | ماذا خلف التصريحات الاردنية الرسمية

على كل صاحب بصيرة ، او حتى حماقة ان يعيد النظر ويعيد حساباته وفقاً للقواعد والمعايير الدولية الجديدة فلم يعد خافياً ان عالماً جديداً يتشكل تأفل به قوى وتتقدم اخرى بالتالي من الحكمة التكيف مع المستجدات والاتعاض بدروس الحاضر والماضي .

بمسرحية عمليات التهريب المكشوفة التي تذكرنا باستشهاد النسر الاردني معاذ الكساسبة بايد غادرة لحشد التأييد لتدخل اردني عسكري ضد سورية بذريعة محاربة قتلة الشهيد اختيار تتضح ملامح سيناريو غير موفق بتوقيت غير ملائم لزج الاردن :

بعدوان ضد سورية ، او لاختلاق الذرائع لالغاء جر الكهرباء للبنان عبر سورية ، وتشتيت الجهد العسكري الروسي بأوكرانيا باعادة السخونة للجبهة السورية ، والتأثير على المفاوضات الايرانية النووية ، وتعميق العدوان على سورية وخنقها وزعزعة استقرارها بالتزامن مع تحركات اردوغان العسكرية في الشمال السوري .
لكن توقيت السيناريو غير موفق للاسباب التالية:

انشغال روسيا بالحرب لا يعني تخليها عن خوض مشروع الدفاع عن امنها القومي ودعم سورية وغارات الروس بالامس بمنطقة ادلب رسالة بليغة .

الحرس الثوري وايران قوة اقليمية كبرى يعتد بها اضافة للقوات الرديفة وهي جاهزة لتلعب دورها في الدفاع هي ايضاً عن امنها القومي وعن سورية ، بالامس احتجزت ايران سفينتي نفط يونانيتين رداً على احتجاز اليونان لسفينة نفط ايرانية .

سورية تتعافى وتدرك ان العدوان عليها لم ينتهي لذا فهي بالضرورة تحتفظ بقوة استراتيجية لحماية امنها وهي قادرة على الدفاع عن نفسها برغم الحصار الاقتصادي والعدوان المستمر عليها .

الغاء مشروع جر الكهرباء الاردنية للبنان عبر سورية حسب توصيات البنك الدولي بذريعة التصعيد بجنوب سورية سيدفع لبنان للتوجه شرقاً وسيجعل اميركا كبالغ السكين بين خيارين احلاهما مر.

ازمات العدو الصهيوني تجعله عاجز عن لعب دور عسكري كالمعتاد اذ بعد انتزاع المقاومة الفلسطينية بمعركة سيف القدس زمام المبادرة والتحولات النوعية بموازين القوى وتصريحات السنوار اللافتة الاخير والتي تحمل في ثناياها رسائل قوة ، وتهديدات المقاومة اللبنانية الاخيرة ستدفع العدو الصهيوني للتفكير ملياً قبل القيام باية مغامرة وحماقة.

الازمات الاميركية الاقتصادية العميقة والتي بلغت لحد انعدام سلع هامة بالاسواق وبلغ التضخم ٤٨٪؜ وتضاعف اسعار النفط يجعل من الوجود العسكري بالاردن نقطة وهن لا قوة .

اركان العدوان على العالم وعلى شعبنا العربي وسورية وفلسطين والعراق واليمن في افول .

بالارقام المطلقة هناك ثلاثة دول تعتبر الاعظم في العالم في مقدمتها : اميركا ثم الصين ، وروسيا،
وبالمعايير النسبية تتصدر الصين وروسيا وتأفل اميركا

على كل صاحب بصيرة او حماقة ان يعيد النظر وحساباته وفقاً للقواعد والمعايير الدولية الجديدة .
المستقبل للشرق الناهض ومعسكر التحرر والرأسمالية تغرب .

 

Exit mobile version