كتب العميد الركن ناجي الزعبي | لغز زيارة الاسد
العميد الركن ناجي الزعبي | باحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
ماذا كانت ستحصد الامارات والسعودية من (رفضها) زيادة انتاج النفط سوى تخفيض اسعاره وهذا سينعكس سلبا على مداخيلها ومداخيل روسيا وشركات النفط الاميركية ، بالتالي فقد كان من الحكمة الاكتفاءبمستوى الانتاج المحلي المتفق عليه برغم ما يقال عن توسل بايدن الذي توسل بالعلن ، وامر بعدم زيادة الانتاج سراً ، واوعز لبوريس جونسون بزيارة الخليج لطلب زيادة الانتاج وهو يعلم ان طلبه سيجابه بالرفض . وهل كان الرفض تعبير عن ارادة سياسية خليجية مستقلة وبمعزل عن الاملاءات الاميركية ، وهل فجأة تطورت الارادات للحكام لدرجة مكنتهم من الرفض برغم علمهم بان اوكسجينهم السياسي يأتي من واشنطن ! ام ان الامر كان كما ذكرنا باعلاه ؟  ان زيادة الانتاج كان سينعكس سلباً على عوائد شركات النفط الاميركية التي اتى بايدن لزيادة ارباحها اسوة بزيادة ارباح مجمع الصناعات العسكري بعهد ترامب بالتالي كان من المنطقي رفض اقتراح زيادة الانتاج الذي سيخفض اسعار النفط ويخفض مداخيل شركات انتاجه باميركا فقد تضاعفت اسعاره باميركا وحصدت الشركات فروق الاسعار بالمليارات ، فواشنطن لا تأبه لا باوروبا ولا بأحد بالدنيا سوى بمصالحها . دخول روسيا ، وايران ، والصين التي سبق وان عقدت اتفاقيات مع روسيا لتزويدها بالنفط والغاز الروسي باسعار تفضيليه وبالعملات المحلية على خط الازمة كان منتظراً ، وكان من المنطقي ان تمتد لتعزز منعة وقوة دول الخليج المنهكة بسبب : حرب اليمن . واستنزاف وسرقة ثرواتها ومواردها من قبل اميركا . وبسبب صفقات الاسلحة وتكديس والخردوات الاميركية . كان تدخل هذه الدول لزيادة مداخيل الخليج وتقديم البديل الامني له بدلاً من السيد الاميركي الذي قال صراحة لحكام الخليج عند استهدافهم من قبل الجيش واللجان الشعبية اليمنية في بقيق وخريص وارمكو وفشل منظومات الثاد، والباتريوت : نحن لن نحميكم دافعوا عن انفسكم . فهل حمل الاسد – المنتصر-في زيارته للامارات – التاريخية وغير العادية وغير المتوقعة التي يفترض ان جرى الاعداد لها من قبل روسيا ودول نافذة ذات تأثير وربما ضؤ اميركي اخضر ضمانات روسية وايرانية وصينية لحكام الخليج نظير ثباتهم على موقفهم وتحولهم شرقاً ؟ والا فلماذا يذهب الاسد ولا يأتون اليه . وهل يستقبل احد قائداً مهزوماً بترحاب لافت ام ان النصر التاريخي المدوي يطل براسه بوضوح وصراحة واعتداد . هل يذهب الزعيم المنتصر للاخرين ام المفترض ان يحجون اليه . في زيارة الاسد عناوين ضمنية عدةاولها : انتصار سورية الناجز . وتحول موازين القوى في العالم لصالح روسيا والصين ومحور المقاومة ودول اليسار بأميركا اللاتينية . وتفكك اوروبا وانفضاضها عن اميركا فلا زالت صفقة الصواريخ الاسترالية الفرنسية التي سرقتها اميركا وخيانتها الواضحة ماثلة للذهن . والحرب الاوكرانية وتخلى اميركا عن اوكرانيا برغم انها هي التي حرضتها بشكل هستيري على التورط بحرب استنزاف لها وروسيا واوروبا . ومشهد الافغان الذين يطاردون الطائرة الاميركية المهزومة وهم يتساقطون منها يؤرق ضمير الانسانية ويذكر الدنيا باسرها ان اميركا الراسمالية هي حفنة من اللصوص لا يلقون بالاً سوى لتكديس الثروات وتحقيق الارباح على اشلاء الموت والدمار ويتخلون عن ادواتهم وعملائهم ويدعونهم لمصيرهم . وتوريط اوروبا بحرب استنزاف وتعريضها لشتاء بارد نظراً للعقوبات التي يفترض ان تحرمها من الغاز الروسي وتهدد اقتصادها المنهك بالانهيار . ثم لماذا يهرع بينيت لشرم الشيخ اثر زيارة الاسد للامارات ويلتقي السيسي وحاكم الامارات مع اقتراب توقيع الاتفاق النووي والتحولات الدولية التي تحمل في طياتها فزعاً صهيونياً يضاف لهلع توقيع الاتفاق ، وزيارة الاسد ان لم تكن للحصول على التطمينات والضمانات . العالم يمر بمرحلة مخاض وتحولات غير مسبوقة ومنعطف تاريخي نوعي يحمل في رحمه ولادة عالم جديد غير الذي نعرفه .