العميد الركن بهاء حلاّل | باحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية
علاقة ما تربط بين أوكرانيا والشرق الأوسط.
الحشد هناك والصدى في سوريا
فالمسافة بالفراسخ بعيدة جدا على أرض الواقع لكن بقانون الحرب تختصر المسافات الاستراتيجية بقذيفة تسقط في أوكرانيا فيكون الرد في بلد ما في الشرق الأوسط بعيد الاف الكيلومترات، وهو ما احاول ان اؤشر لاحتمال حدوثه.
صدى أزمة أوكرانيا يتردد في الشرق الأوسط مع كل قرقعة سلاح وخاصة بعد كل اللقاءات الرئاسية المدوية التي أجراها الرئيس الروسي مع نظرائه العالميين من اوروبا وآسيا حيث أظهر بخرقه المقصود للبروتوكول المتعارف عليه في هكذا لقاءات انه يقول :انا القيصر، ومعنى ذلك في العلم الاستراتيجي انه يبرهن ويقول ان زمن الاحادية القطبية قد ولىّ، وانه يحدد ان نفوذه أصبح يطال ميدان
– الشرق الأوسط :سوريا -العراق(بمساعدة ايرانية)
– وأفريقيا (قوات فاغنر الروسية في ليبيا)
وحاليا أوكرانيا التي تعتبر بوابة اوروبا،
ولن ننسى ان بوتين يُعلم كل العام انه يملك سلاحا فتاكا قادرا على خلط كل الأوراق وهو سلاح الغاز وامداداته إلى اوروبا.
لذا وبناء على ما اوردت فالمسافة بين الشرق الأوسط واوكرانيا مرفاعُ مدفع .
فساعة الصفر في الهجوم الروسي على أوكرانيا ستكون بداية أزمات وعدم استقرار في الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا، وحسب الاستراتيجية الأميركية المعلنة وهي تضع عناوين المنافسة الاستراتيجية مع روسيا والصين في اولوية مبادئها مما يعني تفريغ الإعلانات الأميركية المتكررة عن الانسحاب من الشرق الاوسط من مضمونها، حيث بذلك ستبقى أميركا منخرطة في الشرق الأوسط وفي وسط وجنوب اسيا.
ومع تواجد القوات المسلحة الروسية في قواعد استراتيجية عسكرية في سورية، يصبح صدى حرب أوكرانيا واضحا عبر تحريك الساحة السورية ضد الوجود الأميركي، والساحة العراقية، ولبنان وليبيا ايضا .
وهنا تظهر قوة بوتين حيث سيحاول تصحيح موروثات انهيار الاتحاد السوفيتي وكما ذكرت اعلاه أوكرانيا هي المدخل لتظهير روسيا مجددا قطبا عالميا ودوليا وانهاء ما يسميه بوتين التهميش الدولي، وفي ذات الوقت نرى ان أميركا تسعى لتنظيف صورتها بعد هزالة موقفها في الانسحاب غير المخطط من أفغانستان،
وهكذا ستذهب واشنطن هنا للعب دورها المحبب بفرض عقوبات على بوتين وعلى النخبة الحاكمة التي تحيط به،
فإن حصلت وفرضت العقوبات .
وبما ان القوات الأميركية تتمركز في شمال سوريا والقوات الروسية تسيطر عسكريا في كل سوريا ،فهي معرضة للتهديد.
وايضا سيطال هذا التهديد القوات الأميركية الموجوده بالعراق حيث وفي حال فشل المحادثات النووية في فيينا ومع تواجد ظل إيران في العراق سيتم التنسيق فيما بينهم لاقامة ، ميني تفاهم روسي إيراني لإنجاز الصدى المناسب لحرب أوكرانيا، ولن اغفل الساحة الأفريقية وتحديدا ليبيا حيث يتواجد فيها قوات فاغنر الروسية، ويبقى الرهان الأميركي على حل دبلوماسي يعطي َمخرج اللاغالب واللا مغلوب اي دون رابح او خاسر .
ولكن السؤال الاكبر : ماذا لو اختلطت الأوراق في الشرق الأوسط وكلفت واشنطن الأسطول السادس بنقل واجباته من أفغانستان إلى القيادة الوسطى الأميركية وشرعت بحرب ؟
وماذا لو نفذت الصين تهديدها لتايوان تزامنا مع الحرب ألاوكرانية؟
وماذا لو فُتحت كل الجبهات المقاوِمة ضد العدو الاسرائيلي تزامنا مع الحرب الاوكرانية؟
فما هو التقدير الاستراتيجي للبنان العظيم؟ أسئلة برسم الايام القادمة ودمتم سالمين.