العميد الركن بهاء حلاّل | باحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية
بين دوي الرسائل الطائرة و وخطوط الترسيم الحائرة
يخرق انجاز ا لمقاومة جدار الصوت ، لينهي عربدة جوية دامت لسنوات وسنوات
وفي ظل هذا الانجاز الردعي..
تتسرب مجموعة من المعطيات تفيد أن عناصر الإتفاق النووي بين اميركا وإيران باتت شبه مكتملة في إنتظار وضع اللمسة الاخيرة الحاسمة على مسودة الاتفاق، قبل ان تسارع طهران لتنفي ما يرد من تسريبات ، فقد صرح اكثر من مسؤول عربي وغربي مطلع على سير المفاوضات في فينا ” اننا على قاب قوسين او ادنى من توقيع اتفاق نووي قريب بين الجانب الايراني والجانب الاميركي، مبني على اختبار نوايا متبادل بين الطرفين على مدى ٤ اشهر كمرحلة اولى ويتبعها مرحلة ثانية تمتد حتى ثلاث سنوات وللمصادفة انها تتطابق مع ما تبقى من عمر ولاية بايدن كرئيس للجمهورية الاميركية ،
ومع تأكيد هذه المعلومات من المصادر الاوروبية والعربية المهتمة بالموضوع، الا ان المصادر الايرانية تنفي هذ التطور، وتربط حصول الاتفاق
بحصولها على ضماناتٍ بعدم انسحاب الاميركيين مستقبلا من الاتفاق المزمع توقيعه ،
اما المصادر المتفائلة بالتوقيع فقد توقعت ان يشمل هذا الاتفاق ان تم افراجاً عن ودائع ايرانية ، وتسهيلات نفطية ،وتسهيلات مصرفية ، اضافة الى مبادرات حسن نية من ايران تعزز اختبار النوايا في مرحلة التنفيذ الاولى وتحديداً الافراج عن رهائن اميركيين في ايران .
وما تصريح وزير الخارجية الفرنسية امام مجلس الشيوخ الفرنسي حيث قال” لقد دقت ساعة الحقيقة ، انها ليست مسألة اشهر او اسابيع انها مسألة ايام، لقد وصلنا الى نقطة التقاء كافية مع البلدان الاخرى، والاتفاق اصبح في متناول يدنا، مع تشديده على وجوب معرفة ما اذا كانت طهران ستقبل نص الاتفاق النووي الذي ذُيل بموافقة الصين وروسيا واوربا واميركا”
وهنا نرى ان التصريحات الغربية تخلق جوا ضاغطا على ايران وعلى المفاوضين الايرانيين لقبول احياء الاتفاق النووي التاريخي، وخاصة عند ذكر ان روسيا والصين قد وافقتا على مندرجات مذكورة في الاتفاق مثل الحد من النشاط النووي الايراني مقابل رفع العقوبات عن ايران.
ماذا عن ايران ؟
صرح سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الايرانية قائلاً : ان الاتفاق النووي مختلف جدا عما حَرفت مصادر وُصِفتْ بالمُطَلعة لرويترز
وقد وصف هذه المعلومات بانها
خاطئة ويعتبر تسريبها بهذا الشكل عمل خطير
حيث ان في حوالي 20 صفحة وصفت انها مسودة الاتفاق نشرت عبر هذه الوكالة ، تضمنت
سلسلة اجراءات تبداء
– بوقف ايران عمليات التخصيب لليورانيوم فوق نسبة نقاوة 5% وهي نسبة قريبة من المُدرجة ضمن الاتفاق النووي السابق في عام 2015, علما ان ايران رفعت رفع نسب التخصيب تدريجيا ردا على انسخاب اميركا من الاتفاق التي بلغت حاليا 60% وهو ما يقربها من درجات النقاوة المطلوبة لانتاح الاسلحة النووية وذلك استنادا لوكالة الحد من الاسلحة النووية ، في المقابل تأخذ ايران
مبالغ كانت مجمدة في مصارف عدد من الدول مثل كوريا الجنوبية بموجب العقوبات الاميركية وتقدر عذه المبالغ بحوالي 10 مليارات دولار ، على ان يقابل الايراني هذا الطرح باطلاق سراح الاسرى الغربيبن المحتجزين في السجون الايرانية ، ويعتبر هذا الشرط هو مفتاح الصفقة حسب المفاوض الاميركي روبرت مالي.
العقدة المستحيلة
من القضايا المستعصية التي كانت ولا تزال محل نقاش دون اتفاق عليها ،طلبات ايرانية بضمانات اميركية بان :
لا تنسحب اميركا مرة اخرى من الاتفاق ،بينما من المعروف وفي ظل الانقسام الاميركي السياسي والشعبي والدبلوماسي حول هذا المطلب وحول الاتفاق النووي اصلا ، يُبقي تلبية هكذا مطلب في خانة التعسر لعدم امكانية الزام اي ادارة اميركية مستقبلا بالاتفاق، الا ان الحلول المقترحة لهذه المشكلة هي طرح السماح لايران بالعودة الى التخصيب بنسبة 60% في حال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مرة اخرى،
وعلى الرغم من ان التعديلات التي سيتم اضافتها على الاتفاق
لم تكن مكشوفة للعلن فمن المتوقع ان تقوم اسرائيل بمعارضة توقيع الاتفاق لسبب رئيسي :
وهو ان الاتفاق لا يلزم ايران بوقف البرنامج النووي بل يضع
قيودا على التخصيب وهكذا تبقى قدرة ايران الصاروهية متاحة وبالتالي من الممكن ان تحمل صواريخها في المستقبل
رؤوسا تفجيرية نووية ،وهذا الاعتراض والرفض الاسرائيلي بنكهة اميركية ترامبية جمهورية
يفسر لنا الاستفزازات والاعتداءات الاسرائيلية من قصف في سوريا ، ومن استعراضات جوية في لبنان ، ان كان عبر جدار الصوت بعد تثيبت توازن الرعب الجوي عبر المسيرات العابرة الى الحرية ، او عبر العربدة الحوية في سماء لبنان لقصف سوريا، ما يدلنا على ذلك ان رسائل بدأت بوصول الموفد الاميركي
هوكشتاين الى لبنان لقيادة توجهية لملف ترسيم الحدود البحرية خيث وكما رشحت من بعض المصادر انه طرح :
١- ان لا عودة الى طاولة مفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل في الناقورة برعاية الامم المتحدة ، وذلك بهدف اعتماد دبلوماسية ترتكز على الحركة المكوكية للوسيط الاميركي بين بيروت وتل ابيب
وذلك لالغاء دور الامم المتحدة
٢- على لبنان ان يجد مخرجا قانونيا لفسخ العقد مع الشركات : توتال ، وايني ، ونوفاتيك ، ( الفرنسية ، والايطالية ، والروسية) وبالتالي اخراج هذه الشركات نهائيا من البلوكات 8 و 9 و 10 وهي بلوكات محاذية للحدود مع فلسطين المحتلة ، وبالتالي تكليف شركات دولية بالاستكشاف والتنقيب وهنا يسعى الاميركيون ليكونوا جزءاً من هذه الشركات، وليس سرا ان الاماراتيين جاهزين ليحلوا مكان توتال في البلوكات الجنوبية بعد العرض الاميركي عليهم ان يستثمروا في حقل كاريش الاسرائيلي لكنهم فضلوا
التريث بانتظار لحظات كهذه.
وهكذا اخيرا وليس اخرا :
الرسائل في هذه المرحلة مثيرة وكبيرة ،
١- تصريح لبنان عن الخط 29 واعتماده الخط 23 كخط تفاوض وحيد.
٢- الادعاء على رياض سلامة.
٣- الطائرة حسان وتثبيتها للردع الجوي بعد الردع البري والبحري وبالتالي رسمها لخط ما بعد ما بعد الخط 29.
٤- جدار الصوت للطائرات الاسرائيلية فوق العاصمة بيروت .
انها رسائل طائرة بين فينا والخط 29 فهل من يفقه قبل فوات الاوان .