العميد الركن بهاء حلال | باحث في الشؤون الإستراتيجية
كل الذكريات تُسجل في صفحةِ الحياة بفرحٍ الا الاليمةِ منها مثل ذكرى 13 نيسان ذكرى الحرب الاهلية اللبنانية ، فهي تُذكر مع الاسى التي تحمله والحزن الذي تختزنه، لكن في كل عام كنا نشهد زخما كبيرا على الوسائل الاعلامية في موعد هذه الذكرى ، لكن بالمقابل لم تُسجّل ذكرى الحرب الأهلية، هذا العام، اي زخم (كما جرت العادة في كل عام) ، في التعليقات على المواقع الاعلامية : من مواقع تواصل اجتماعي، ومواقع اعلامية مكتوبة والتي عادة ما كانت تشهد سجالاً صاخباً في هذه المناسبة في الأعوام السابقة ، وجدالا عميقا، حول هذه الحرب ، الا ان اليوم فالنقاس ناقش الهمّ الصحّي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي طغى وهيمن اليوم على كل النقاشات والتعليقات، والتي اعتبرت أنّ ما وصلنا إليه من انهيار على الصعيد الاقتصادي والمالي والاجتماعي هو نتيجة تحكّم من خاض الحرب واستلم السلطة وتحكم بمختلف مفاصل الحكم ، منذ انتهائها وحتى اليوم ، مع ما رافق ذلك من تدخلات اجنبية وحروب الغير على ارضنا ، وعقوبات فرضت علينا ، لكن ما حدث خلال الحرب الاهلية كان سيئاً
و ما حدث بعد الحرب الأهلية كان أسوأ بكثير من الحرب نفسها ، لان اتفاق الطائف الذي انبثق عنها ، كرس توازنات طائفية ومذهبية سيطرت على مبدأ الدولة والقانون بحجة الديمقراطية التوافقية وبالتالي بحجة ما اقر من اصلاحات وعلى رأسها ما سمي ميثاقية ايضا والتي أوصلت طبقة سياسية سيطرت باسم الدين والطائفة على مفاصل الوطن مما ادى الى طعن هذا الوطن الجريح طعنات ممنهجة، منها طعنات دولية وأخرى اقليمية وايضا داخلية، وقد كانت بمثابة رصاصة الرحمة التي تُطلق على كل لبناني وبشكل يومي وتسحق أي أمل عنده ببناء وطن والحصول على عيش كريم”. وللاسف الصورة اليوم مختلفة عن عام 1975 “حيث اليوم نرى المواطن يسعى لكي لا يُقتل أو ان جُل ما يُريده هو ان يعود الى بيته وعند اولاده، اما اليوم بال 2022 الصورة نفسها لكن المواطن يبكي وينتحب ليحصل على حصة غذائية او على ربطة خبز ، او على بنزين لسيارته.
والنتيجة ان الصورة ما زالت هي هي لكن الألوان قد تغيرّت”.