العميد الركن الدكتور بهاء حلال | باحث في الشؤون الإستراتيجية
وبينما نحن مشغولين بجنس عقارب الساعة ونوعية الملاك الحارس للتوقيت المتبع في ازمنة كانت فيها الديناصورات لم تنقرض بعد..
وبينما ينشغل اللبنانيون بنقاش بيزنطي من نوع التراشق اللفظي الحامي الوطيس حول تقديم الساعة مع ان من يشارك في هذه الازمة من مسؤولين زمنيين وروحيين، ان كان متموضع شرقا ام غربا فهو يعمل على ساعة رولكس فاخرة
توقيتها ذهبي المراس بينما المواطن المنخرط بلا قرار في هكذا ازمة يتحمل سفاهة توقيت الخلاف شرقا وغربا ،وبينما كلنا مشغولين بالوقت يجرد هذا الاخير سيفه ويقطعنا لان المثل يقول
الوقت سيف ان لم تقطعه قطعك .
فكان حريٌ بهم ان يسهموا في كيفية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإدارة البلاد ومعالجة الأوضاع الاقتصادية على خلفية ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات مهمة وخطيرة وسيكون لها تداعيات لا تعد ولا تحصى فمثلا : لقاء مرتقب بين وزيري خارجية ايران والسعودية خلال القادم من ايام شهر رمضان وبدء هبوط طائرات سعودية في إيران والعكس صحيح ايضا ،والاتفاق بين سوريا والسعودية بعدة اجتماعات امنية وسياسية في البلدين على إعادة العلاقات الدلوماسية وفتح السفارات تمهيدا لعقد القمة العربية في السعودية في 19 ايار من هذا العام مما يسهل عودة سوريا إلى الحضن العربي عبر جامعة الدول العربية وعودة الحرارة بقوة للعلاقات بين تركيا والعالم العربي ومتابعة التحضير لاجتماع سوري ايراني تركي روسي. وعلى الصعيد العالمي نشهد تطورات خطيرة وهامة متأتية من ارهاصات الحرب بين روسية واوكرانيا حيث تنتشر في أوروبا مخاوف كبيرة من نشوب حرب نووية بعد الاعلان الروسي عن نشر اسلحة نووية في بيلاروسيا وايضا الحراك الصيني العابر للازمات اقتصاديا باتجاه المناطق والدول التي كانت اميركا تعتبرها محميات امنية واقتصادية لها مما ادى الى تطور دور الصين في العالم وجعلها القوة الصاعدة والناشئة التي تقرب قاب قوسين او ادنى لتكون قوة عظمى
واما في كيان العدو الصهيوني فالصراع الداخلي يقوى ويزداد وممكن ان يتطور الى حد نشوب حرب اهلية على ارضه بين مؤيد لنتانياهو ومعارض له مع ما نشهده من احداث سياسية مثلا اقالة وزير الدفاع والعقم السياسي لحكومة المتشددين دينيا وعلى رأسهم نتانياهو ومن مظاهرات مليونية وعصيان في الشوارع وخاصة قرب منزل رئيس حكومة العدو واعلان حالة التأهب القصوى ضمن جيش العدو الاسرائيلي ولن ننسى حالات الفرار والانشقاق غير المسبوقة في الاجهزة الامنية الاسرائيلية على خلفية الازمة الحالية مما يؤشر الى شيء كبير ممكن ان يحدث هناك حيث لا احد يعرف إلى أين تتجه الأوضاع في ظل تطور المقاومة الفلسطينية وتراجع قوة الردع الاسرائيلية والازمة داخل الجيش الإسرائيلي التي ذكرتها اعلاه
وفي اميركا والعالم أيضا بداية أزمات مالية واقتصادية من انهيار بنك سيليكون فالي في اميركا ، الى تعثر بنك كريدي سويس في سويسرا وشراء ازمته من قبل بنك UBS السويسري ايضا واخبار عن ازمة مالية كبرى ايضا تضرب احد البنوك الالمانية ومن غير الواضح إلى اين تسير الأمور في العالم ونحن في لبنان تفتقت العبقريات اللبنانية عن نكات كثيرة حول تقديم او تأخير الساعة ساعة واحدة وهي مضحكة في ظاهرها ومبكية في باطنها ،حيث في كل مرة يقوم المسيطرون على العباد والبلاد بتحريك السلاح الطائفي والغرائزي لشرزمة الصفوف فيما العمال والموظفون والمتقاعدون والقطاع العام من عسكريبن ومدنيين فعليين ام متقاعدين يتظاهرون وتعلو اصواتهم لمواجهة سياسات الافقار المعتمدة عبر سرقة الودائع الموصوفة، مشهد داخلي مبكي على الصعيد الاستراتيجي حيث اننا كلبنانيين في واد والعالم في وادٍ آخر
فالعالم يتغير والاحداث تتسارع والكيان الصهيوني امامه حلين لا ثالث لهما اما الاعتراف بازمته والوقوع في الحرب الاهلية التي ستفجره من الداخل واما الهروب الى الامام عبر تصدير ازمته وتأجيلها عبر شن حرب باتجاه الفلسطينيبن ام باتجاه ايران او باتجاه لبنان
وفي كل الاحوال العالم يتغير الصين وروسيا تزاحم اميركا على زعامة العالم ونحن نتزاحم على 60 دقيقة ، ولسنا في وارد الاتفاق على ادارة الازمة ولا على انتخاب رئيس ، تتداخل مشاكلنا بين السياسي والطائفي ويبقى ما هو الحل ؟
في لبنان ليس لنا قرار ..
ولن نجترع الحلول اننا نهبط الى القعر المقعر …
بانتظار انتهاء فترة الشهرين اي المهلة التي اعطيت للاتفاق الايراني السعودي لانجاز التسوية بينهما على المنطقة ولعلنا نستفيد من رذاذ خيراتها وحتى ذلك الوقت سيرتفع وطيس الدولار على انواعه
سوق موازية ،صيرفة ، جمركي
مما سيؤدي الى ازمات لن يسهل حلها لا بفتوى مفتي او بعظة بطريرك .
العالم يتغير ونحن لن نتغير
ستبقى الرولكس تحكمنا لاكثر من 60 عام على خلفية ال60 دقيقة