كتب البير خوري | “كاباريه”الحروب والأكاذيب!؟
البير خوري | كاتب لبناني
ثمانية وأربعون سنة مضت على حرب ما عرف ب”بوسطة عين الرماتة”في الثالث عشر من نيسان ١٩٧٥،واللبنانيون لم يتعظوا من متابعة شريط الأكاذيب التي نشأ عليها لبنان وما افرزته من قيادات وحكام وأحزاب كذبة ومرتشون في السياسة والمال والأرتهان لقوى خارجية تتلاعب بهم وبما يخدم مصالحها وأطماعها.
وعلى عادتهم،يكتفي اللبنانيون بعد كل كارثة تصيبهم باجترار القول”تنذكر ما تنعاد”..يتذكرون،أنما يعاودون التجارب المرة بصراعات داخلية اشد فتنة وخطورة على مصير البلاد والعباد.
هي الأكاذيب بأشكامختلفة،تجتر ذاتها في ارض لم تكن وطنا حقيقيا لأبنائه في أي من الأوقات،انما كاباريه لعزاة كثر يقصدونه من مشارق الأرض ومغاربها ليعيثوا بها فسادا وانقسامات.
وفي قراءة سريعة لقيام جمهورية لبنان الأولى،والأتفاق على ميثاق وطني يرضي جميع المواطنين،طوائف ومذاهب،احزابا ومناطق،يسارا ويمينا،تنكشف اولى الأكاذيب فالأستقلال وخروج قوات الأنتداب الفرنسي من البلاد لم يكن ألّا عملية تجميل لاحتلال مبطن تشارك فيه الفرنسيون والأنكليز لتقاسم المنطقة وتحويلها الى قنابل موقوتة يسهل تفجيرها وفق مقتضيات الظروفوبما يلائم مصالحهم وأطماعهم اما الأختباء خلف ما اسموه الميثاق الوطني فتلك كذبة اخرى يتوارثها الأبناء والأحفاد صحيح ان بطريركا ومفتيا احاطا بالمندوب السامي الفرنسي وهو يعلن عن استقلال لبنان،لكن احدا لم يتنبه الى استقلال رخو ومطاط وبالتالي فشل الدستور والميثاق فب معالجة العقد النفسية والعناد المستشري في عيون تتطلع بنهم ااى مشرقية عربية واخرى ااى الى مشرقية غربية،وتداركا لهذا الأنقسام العامودي والأفقي انطلق شعار”لا غرب ولا شرق”ليبقى لبنان معلّقا في الهواء.
هنا تتوضح الكذبة الكبرى..:الكاباريه”او
الوطن المزعوم يتعاظم بمأسيه وانهياراته وابناؤه يتذكرون ويعاودون التجربة ذاتها فيورثون ابناءهم واحفادهه وطنا من ورق.