إعتبر روح الله الموسوي الخميني (قده) فئة الشباب العامود الأساس والركن المتين لبناء المجتمعات وتطورها وجعلها في دينامية دائمة، لذلك أولى الأنبياء والأئمة (ع) والقادة العظماء أهمية كبرى لهؤلاء في أحاديثهم وخطبهم، سيما في أيامنا هذه التي تشهد غزواً ثقافياً وفكرياً وقيمياً أو ما يسمى بالحرب الناعمة.
وكالة مهر للأنباء – نسرين نجم*: تعتبر فئة الشباب العامود الأساس والركن المتين لبناء المجتمعات وتطورها وجعلها في دينامية دائمة، لذلك أولى الأنبياء والأئمة (ع) والقادة العظماء أهمية كبرى لهؤلاء في أحاديثهم وخطبهم، وشددوا على ضرورة أن يكون هناك قدوة يتخذونها لتكون منارة لهم بالإرشاد والتوجيه وحتى التماهي بها، سيما في أيامنا هذه التي تشهد غزواً ثقافياً وفكرياً وقيمياً أو ما يسمى بالحرب الناعمة، والتي تعمل على إختراق منظوماتنا الدينية والقيمية لتفرض ولو بطريقة مرنة لطيفة أفكارها وتوجهاتها أي “دس السم بالعسل”، وحتى تسعى على تفريغ الشباب من طاقاتهم وقدراتهم لجعلهم مستهلكين لا منتجين سيما في مجتمعاتنا الاسلامية.
وهذا ما تصدى له روح الله الموسوي الخميني (قده) منذ أن إنطلقت الثورة الإسلامية المباركة، بل قبل إنطلاق شعلتها التي سكنت عقول ووجدان كل الأحرار في العالم.
توجه الإمام الخميني (قده) للشباب وأعطاهم الثقة والمساحة الواسعة لإظهار إبداعاتهم على كافة الصعد، ولعل الإختبار الأول الذي رسم معالم توجه الشباب نحو الطريق الصح هو مشاركاتهم في تحرير إيران من نظام الشاه البائد الفاسد، فكانت الثورة تنطلق من إيمان الشباب بأفكار وتوجيهات الإمام الخميني، والذي أصبح النموذج الأسمى للتماهي به، والقائد الروحي والديني لهم، فإحتضنهم الإمام وإعتبر أن:” هؤلاء الأعزاء هم الذين يكون إستقلال وحرية ورقي وتعالي الأمم مرهونا بجهودهم”، وحرصاً على ألا تستغلهم قوى الإستكبار والإستعمار لجرهم نحو الهلاك والإستضعاف قال:” إذا صنعتم أنفسكم وزرعتم الفضائل الإنسانية في أنفسكم، في ذلك الوقت ستكونون متميزين في جميع المراحل “.
كان الإمام (قده) يتأثر جداً بالإندفاع الإيماني لدى الشباب خاصة عندما كانوا يأتون إليه ويطلبون منه الدعاء ليوفقوا بنيل الشهادة في سبيل الله:” إن قدرة الله تعالى وتبارك هي التي جعلت شبابنا عشاق شهادة كي يأتوا إلى هنا وبينهم أشخاص يصرون أن إدعو لهم ليصبحوا شهداء، وأنا أقول لهم انتصروا، إن شاء الله يكون لكم ثواب شهيد”.
لقد نجح روح الله الموسوي الخميني في تعزيز ثقافة العزة والكرامة أي ثقافة المقاومة، أضف إلى ذلك الإبداع الفكري والثقافي والعلمي والإنساني، فما زرعه منذ أكثر من أربعة عقود لا زلنا نحصده حتى يومنا هذا
لقد نجح روح الله الموسوي الخميني في تعزيز ثقافة العزة والكرامة أي ثقافة المقاومة، أضف إلى ذلك الإبداع الفكري والثقافي والعلمي والإنساني، فما زرعه منذ أكثر من أربعة عقود لا زلنا نحصده حتى يومنا هذا، فها هم الشباب يتسابقون أفواجاً أفواجا إن كان على صعيد الجهاد من أجل حماية بلدانهم وإستقلالهم، والوقوف في وجه الشيطان الأكبر وأعوانه، وصولا للشهادة فقد عملوا على ” إيصال الإسلام إلى النصر، وإخراج الإسلام من شر القوى الكبرى الأجنبية والأفكار العوجاء الداخلية الموجودة داخل البلدان الإسلامية”.
عمل الإمام الخميني (قده) على هندسة عقول الشباب بطريقة إبداعية محترفة تنافس الدول العظمى بكل التطورات والإختراعات والإبتكارات الطبية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية والنووية، فأصبحت قبلة للعلم والمعرفة والتزود بأهم الصناعات.
لقد كان الإمام الخميني ولا يزال مصداق للمجاهدين والمقاومين، وليس فقط في إيران بل بكل دول محور المقاومة، لا بل كل الدول أو بالأحرى عند الشعوب التي تسعى للتحرر من القيود الإستكبارية… وكان القائد الزاهد والعارف والقدوة الحسنة، لذلك يقول سماحة الإمام السيد علي الخامنئي “دام ظله الشريف” عن هذه الشخصية العظيمة:” إن واحدة من المزايا التي كانت في إمامنا العزيز تكفي لأن تجعل من الإنسان العادي إنسانا عظيماً “./انتهى/
(*) إختصاصية في علم النفس الإجتماعي