تحليلات و ابحاثمقالات مختارة
كتبت نداء حرب | معيتيق يقف إلى جانب الدبيبة أمام باشاغا
نداء حرب | كاتبة واعلامية
في مطلع شهر مارس العام الجاري أعلن مجلس النواب الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح، عن تكليف وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، رئيساً للحكومة الجديدة خلفاً لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها. هذا القرار خلق حالة من الإنقسام والفوضى داخل المشهد السياسي الليبي، مابين شرعية حكومة باشاغا والدبيبة، ورفض الأخير تسليم مهامه لحكومة من إختيار مجلس النواب وغير مُنتخبة. وفي ظل هذه القرارات شرع العديد من وزراء حكومة عبد الحميد الدبيبة في تسليم وزاراتهم لحكومة الإستقرار الجديدة برئاسة فتحي باشاغا. حيث أعلن كل من وزير الخدمة المدنية، عبد الفتاح الخوجة، ووزير الدولة لشؤون الهجرة، اجديد معتوق، عن تقديم إستقالتهما وإحترام قرارات مجلس النواب الليبي وتسليم مهامهما لحكومة الإستقرار الجديدة. المثير للإهتمام هو ما جاء من أنباء حول عمل نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، أحمد معيتيق، مع عبد الحميد الدبيبة والبحث عن بدلاء لمن إستقالوا من مناصبهم. حيث أن أحمد معيتيق كان ضمن التحالف الذي تم تكوينه قبيل موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي بين فتحي باشاغا وعقيلة صالح والقائد الأعلى للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وكان من أول المؤيدين لقرار تعيين باشاغا على رأس الحكومة الجديدة. المحللون والمراقبون للمشهد السياسي الليبي يُرجحون أن سبب عمل أحمد معيتيق مع عبد الحميد الدبيبة، هو حقيقة ضُعف تحالف باشاغا مع الشرق الليبي، ومع تفاقم الخلافات بين الطرفين تبين أن عبد الحميد الدبيبة يتمتع بميزات تجعله الطرف الرابح في هذا الصراع السياسي. فبحسب التقارير الجماعات المسلحة المتواجدة في العاصمة الليبية طرابلس تدعم بقاء حكومة الدبيبة، بالإضافة إلى مُعظم الجماعات المسلحة في مصراتة، مسقط رأس الدبيبة وباشاغا، ناهيك عن الإعتراف الدولي بحكومة الوحدة على خلاف حكومة الإستقرار التي لم تنال إعتراف المجتمع الدولي. أما بخصوص فتحي باشاغا، فإنه نال ثقة مجلس النواب الليبي، ودعم بعض جماعات مصراتة، وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وبحسب التقارير فإن هذا التحالف ضعيف بعدما تبين أن خليفة حفتر فقد قوته التي عُرف بها في البلاد وفقدانه للسيطرة على حقول النفط الليبي والتي كان يعول باشاغا على إستخدامها كورقة ضغط على دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لنيل دعمهم. وبالتالي فإن إنسحاب أحمد معيتيق من تحالف باشاغا والشرق الليبي أمر منطقي جداً، وتقديم المساعدة والدعم لحكومة الوحدة الوطنية لمنع حدوث تصادم ما بين الحكومتين يؤدي إلى نشوب حرب أهلية جديدة في ليبيا تُنهي المسار السياسي السلمي وتدفع بأمل إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية إلى أجل غير مسمى.