تحليلات و ابحاثمقالات مختارة
كتبت نداء حرب | الصراع السياسي في ليبيا ينبئ بفشل باشاغا
نداء حرب | كاتبة سورية
لا يزال الصراع على السلطة بين فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة في أوجه. في حين يعتمد مستقبل ملايين الليبيين في غرب وشرق البلاد على نتيجة المواجهة بين الرجلين. وبحسب محللين سياسيين فإن فرص باشاغا في هزيمة عبد الحميد الدبيبة منخفضة في حالة السيناريو العسكري. حيث أن هناك عددًا كبيرًا من الأسباب التي تجعل فتحي باشاغا وأنصاره يبدون أضعف بكثير من خصمهم الدبيبة. إن القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، بجانب الجماعات المسلحة الموالية للدبيبة، وكذلك الدعم التركي الكبير بالمرتزقة والتسليح، يفوق عدد وقوة القوات التي تدعم باشاغا. ومن الجدير ملاحظة أن الرجلين يحظيان بدعم عدد كبير من المسلحين من مصراتة مسقط رأسهما، لكن الغالبية لا تزال تقف إلى جانب الدبيبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم العسكري الذي يقدمه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر لا يكفي لقلب الموازين. فوفقًا لتقرير صادر عن معهد الدراسات العسكرية في أنقرة، لقد ضعف حفتر والجيش الوطني الليبي بشكل كبير مقارنة بعام 2019، كما أن عددًا متزايدًا من العسكر يغادرون صفوف الجيش الوطني الليبي. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك الدبيبة موارد مالية أكثر ثباتاً وإستقراراً من الآخرين. فمن بين حلفاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله الذي يسيطر على قطاع النفط في ليبيا، ورئيس مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير الذي يسيطر على التدفقات المالية في البلاد. مما يضمن للدبيبة فرصاً أكبر في الصمود مقارنة بباشاغا. كما يفتقر باشاغا للشرعية في أعين المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. لأن تعيينه لا يتوافق مع القوانين الليبية الحالية ويتعارض مع إرادة الشعب الليبي. الكثير من الليبيين لا يثقون بباشاغا، ويعزو الخبراء ذلك إلى ممارساته السابقة في أثناء توليه منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني. فشائعات التعذيب الوحشي والانتقام من معارضيه خلقت سمعة غامضة وغير مرضية عنه. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و “فيسبوك”، يعلق الكثير من الليبيين تحت الأنباء المتعلقة بباشاغا، واصفين إياه بـ “الجزار”، و “القاتل”. رئيس وزراء الحكومة الجديدة ليست لديه الكفاءة الكافية ليصبح زعيماً وطنياً. كما أن أعضاء مجلس وزرائه ليست لديهم الخبرة اللازمة لقيادة الدولة. يجب على فتحي باشاغا وحلفائه التخلي عن طموحاتهم السياسية لحفظ مستقبل مستقر لليبيا. لأن محاولات الاستيلاء على السلطة بالقوة تعرقل الحوار السياسي في البلاد وتُثير حالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي تحول دون تجاوز الأزمة التي طال أمدها في البلاد.