كتبت ماجدة الحاج | دمشق تُجهّز مصيدة للطائرات “الإسرائيليّة”!
ماجدة الحاج | كاتبة وصحافية لبنانية
عنوان تصدّر مقال الكاتب الرّوسي ايغور سوبوتين في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” منذ ايام، مشيرا الى نشر أنظمة دفاع جوّي صينيّة وكوريّة شماليّة في محيط دمشق، لمواجهة الهجمات “الإسرائيلية” عبر الحدود، وحيث يُتوقّع ان تزداد هذه الهجمات على سورية-وفق الصحيفة، ربطا بوصول حكومة يمينيّة متطرّفة في “اسرائيل” بقيادة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو”.
الصحيفة التي نقلت عن الخبير العسكري الروسي يوري ليامين، قوله “إنّ انظمة الدفاع الجوّي الجديدة تُعزّز دفاعات دمشق وتجعل من الصّعب على سلاح الجوّ الإسرائيلي العمل بحريّة كما العادة، الا انه توقف عند مشكلة الجغرافيا.. فالطائرات “الإسرائيلية” تتجنّب دخول الأجواء السوريّة لشنّ ضرباتها على العاصمة السورية، ويجري تنفيذها غالبا من الجزء المحتلّ من مرتفعات الجولان او من الأجواء اللبنانية، الا انّ ليامين اكّد في المقابل” انّ المنظومات الدفاعية الجديدة ستُقلّل من خطر الضربات الإسرائيلية، لكن من دون استبعادها كليّا”.. لكنّ الكاتب سوبوتين والخبير العسكري ليامين لم يتطرّقا الى النقطة الأخطر على “اسرائيل” من ضمن المنظومات الدفاعية الجديدة المتمثّلة بمنظومة “باور 373 ” الايرانيّة التي صوّبت عليها وسائل الإعلام العبريّة حصرا، سيّما انّ نصب هذه المنظومة –وفق محلّلين عسكريين “اسرائيليين”، “تمّ على الأرجح في منطقة ذات اهميّة “استراتيجيّة” على الحدود مع لبنان”.
القناة “12” العبريّة ذكرت على موقعها الإلكتروني يوم الإثنين الماضي، انّ ايران نشرت منظومة “باور 373″ الصاروخية في دمشق، ونبّهت من انّ هذه الخطوة ستؤدي الى ” تقليص واسع النطاق لأنشطة سلاح الجوّ “الإسرائيلي” في سورية”، ملمّحة الى انّ عمليّة اغتيال العقيد داوود الجعفري قرب دمشق لها علاقة بنصب هذه المنظومة.. وكانت مدوّنة الإستخبارات “انتيلي تايمز” قد افادت يوم الأحد الماضي،”انّ الجعفري قد شارك مؤخرا في نشر انظمة الدفاع الجوي الايرانية في سورية ولبنان”.
المؤكّد انّ خبر نشر منظومة “باور 373” الصاروخية الايرانية في سورية، يُبرّر قلق الكيان “الإسرائيلي” خصوصا انّ هذه المنظومة قادرة على استهداف الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة رغم تزوّدها بتقنيّة التخفّي عن شاشات الرّادار، ويتجاوز مدى صواريخها 300 كلم، وقوّة تدمير الأهداف حتى ارتفاع 27 كلم، ومن ميزاتها ايضا رصد الطائرات المعادية من مسافات بعيدة، ولها القدرة على تدمير الصواريخ والطائرات بدون طيّار والصواريخ الباليستية والطائرات الحربية..اي انها تدمّر عدّة اهداف في آن واحد.. وعليه، في حال امتلاك دمشق لهذه المنظومة، سينسف حتما حال الإرتياح الذي ارساه “التحفّظ” الروسي على استخدام منظومة “اس300” في اروقة تل ابيب، خصوصا وانّ منظومة “باور 373” تُعتبر النسخة الايرانيّة لنظيرتها “اس 300” الرّوسيّة.
نقلا عن مصدر في موقع “ذا كناري” الاخباري البريطاني، فإنّ اتفاقا غير مسبوق تمّ بين طهران ودمشق على تزويد الأخيرة بمنظومات صاروخية متطوّرة دون ذكر ما اذا كانت منظومة “باور373″ من ضمنها، في وقت باتت الهجمات” الإسرائيلية “شبه المتكررة على الأراضي السوريّة تتجاوز صبر القيادة السوريّة.. وإذ اوضح انّ تل ابيب قد تكون تلقّفت-عبر معلومات استخبارية اميركية، نشر منظومات صاروخية جديدة في سورية، مُبيّنا انّ اغتيال العقيد الايراني مؤخرا قرب دمشق قد يكون مرتبطا بهذه الواقعة، اكّد المصدر- استنادا الى معلومات موثّقة، انّ موسكو لم “تتحفّظ” على نشر تلك المنظومات في محيط العاصمة السورية، خصوصا انّ هكذا خطوة لا تُسبّب احراجا لروسيا طالما انّ المنظومة ليست روسيّة، الا انها في المقابل نبّهت من “فخّ ” استدراج دمشق وحلفائها الى حرب واسعة النطاق بالتوقيت “الإسرائيلي”.
ابعد من ذلك، لا تستبعد معلومات صحافيّة روسيّة، ان تُفجّر دمشق مفاجأة “من العيار الثقيل” في وجه ” اسرائيل” عبر منظومة صاروخية ايرانيّة او نظيراتها “الجُدد” –اذا ما صحّت معلومات نشرها على الاراضي السوريّة، تحديدا في محيط العاصمة..ولربما هذه المرّة تمّ الاتفاق على ردّ قاس على هجمات معادية قادمة بمباركة روسيّة، في رسالة الى الأميركي قبل “الإسرائيلي” من البوابة السوريّة، خصوصا بعد تلويح البنتاغون عزمه تزويد القوات الاوكرانيّة ببطاريات “باتريوت” وهو ما تعتبره موسكو تجاوزا لكلّ الخطوط الحمر!
احداث كبرى قد تفاجئ الجميع – وفق ما يشير خبراء ودبلوماسيّون غربيّون، خصوصا اذا ما اتجه اصحاب الرؤوس الحامية في تل ابيب نحو مغامرة خطيرة ضدّ ايران عبر استهداف بنى ومنشآت نووية رغم ادراك المجموعة اليمينية المتطرّفة التي حشدها بنيامين نتنتياهو في حكومته المُزمعة، خطورة هكذا مغامرة واستحالة استهداف منشآت تُخفيها طهران “تحت سابع ارض”، وبحماية احدث المنظومات الصاروخية..
وما يبدو لافتا ومريبا مؤخرا، حملة التحصين وتعزيز الخطوط الدفاعية الجارية على قدم وساق عند الحدود مع لبنان، بناء على اوامر وزارة الحرب “الإسرائيلية”..في مقابل متابعة ورصد مقاتلي حزب الله لما يجري على الحدود ربطا بجهوزيّة قيادته الفائقة لأيّ تطوّر معادي مباغت.. وسط تلميح شخصيّة قيادية في محور المقاومة، الى حدث سوري-لبناني كبير قد يتجاوز التوقّعات “الإسرائيلية”!