كتبت ليندا حمّورة | مومياوات منقرضة تعيد التلوث البشري
ليندا حمّورة | كاتبة لبنانية
كثيرة هي الرايات التي فرقتنا وجعلتنا أعداء، فلكل حلف راية بلون معين، سياسات منمقة تتغلغل في عروق الوطن وتفسد دمه، حتى بات الوطن يعاني من انيميا خطيرة يصعب الشفاء منها، وها نحن اليوم نواجه معركة اجتماعية مع جماعات اختار أفرادها دمج الألوان التي فرقتنا ليجعلوا منها راية تمثّلهم، ويبقى السؤال من بقي في هذا الوجود ليحافظ على الراية البيضاء ؟ وكيف سنواجه ظاهرة شاذة ونعترف بشذوذها ؟
في ظلّ ازدحام هذا الكوكب بالمآزق والكوارث والحروب والفقر والجرائم والأوبئة، بتنا كمن يقف في حلبة لمصارعة الثيران، واليوم أضحت هذه الحلبة تشهد صراعاً من نوع آخر، صراع مع مومياوات على ما يبدو كانت تعيش في عزلة تختبئ خلف جدران الطبيعة البشرية، تهرب من القانون وعدالة الانسان واعتداله، ولكن لست أدري ما الذي دفع بتلك المومياوات للظهور بشكل مفاجىء واثبات وجودهم وفرضهم على المجتمعات !
على ما يبدو نحن نتّجه نحو المجهول، وقد يكون كل ما يحصل للبشرية ما هو الا اقتراب لإنقراض الإنسانواستبداله بآخر، وليس بعيداً أن نلتحق بعالم الديناصورات ! للأسف بعد العديد من الأبحاث العلمية العالمية التي تثبت عدم اكتشاف (جين الشذوذ) أو (دراسة تثبت الأصل الجيني للتوجه الجنسي).
في كل المجتمعات الدينية، تعتبر الممارسات المثلية أمرًا غير مقبول وتنظر إليه بصورة سلبية ومرفوضة وقاطعة وحاسمة، وفقًا للتعاليم والنصوص الدينية الخاصة بهم. من الجانب الآخر، هناك أيضًا بعض ممثليات عن بعض دين، تعتبر التسامح والمحبة للجميع من قيمها الأساسية. قد تسعى هذه المجتمعات لتوفير الدعم والمساعدة للمثليين وتعزيز القبول والتعايش السلمي بين جميع الأفراد بغض النظر عن توجههم الجنسي.
وهذا بالطبع رأي شخصي لأؤلئك الممثلين، فهم لا يمثلون أديانهم، لأن الأديان اكتملت، ولم ينزل وحي جديد، ليعطي أؤلئك موافقة الرب على شذوذهم الفكري، فكيف بأن يضعوا عليه ختمه.هذا وقد شهدت العديد من الدول اعترافات بالمثليين، وسمحت لهم بالزواج ، وإقامة علاقات مشروعة، دون أي محاكمة قانونية ويبقى السؤال : هل القانون هنا عدل الإنسان أم عاقبته ؟
الطبيعة البشرية حينما تتحرر من روادعها القانونية والأخلاقية والعقدية يصبح وجه الإنسان واحدًا ، ألا وهو الغابة الموحشة، وهنا استوقفتني حادثة حصلت في فرنسا مع العالمة الاجتماعية الفرنسية “مونتينا بيتريولا”، التي قامت بوقفة احتجاجية عارية عام ١٩٦٨ في الشارع في باريس، احتجاجًا على قرارات الجامعة وإصلاحات التعليم،
في ظل غياب القانون والعقاب فاستهجن الناس الأمر بداية ثم بدأوا بالإقتراب منها والإعتداء عليها باللمس والهمس،
ثم تطورت الأمور إلى أن انتهت بالضرب ورمي القمامة عليها
واستنتجت من التجربة أنّ غياب الروادع تعود بالانسان الى همجيته، وأن القشرة الحضارية، هي مجرد خوف من العقوبة، وأن هده المومياوات إن سُنّت لها العقوبات ستهاب القانون، وبالتالي المنحرفون سيتنحون عن فرض أنفسهم وإعادة عقولهم إلى رشدها الطبيعي .
إنّ مجتمعاتنا بإرثها الثقافي والعقائدي وانتماءاتها لا يجب أن تظهر أي تسامح مع هذه الفئة الشاذة نفسيا وأخلاقيا، ويجب أن تكون العقوبة قاسية ومرعبة، فلا مجاملات في مستقبل أبنائنا، ولا مجاملات لشرذمة من الشواذ السفهاء على حساب مصير بلادنا ومجتمعاتنا وشعوبنا.