فاطمة شكر | كاتبة واعلامية لبنانية
تستعدُ الماكينات الإنتخابية للإستحقاق النيابي في شهر أيار المقبل، ومع كل هذه الإستعدادات تكثر التحاليل السياسية التي تتحدثُ عن عدد المقاعد النيابية، وكيفية توزيعها، إضافة الى شكل التحالفات بين القوى السياسية والمجموعات المدنية التي أنتجتها السنتان الأخيرتان بغض النظر عن ارتباطها بالسفارات أو عدم علاقتها بها.
يحسمُ الحزب أن الإنتخابات النيابية حاصلةٌ وفي موعدها، و يعملُ بدقة على خوضها، وكعادته لا يُكثرُ من الكلام، ويتجنبُ الرد على الأبواق التي تتقصّد الهجوم عليه عبر قنواتها ومنابرها.
يعرفُ حزب الله كل المتغيرات التي طرأت على الداخل اللبناني وعلى الإقليم، كما يقرُ أن التدخلات الخارجية في الداخل اللبناني أحدث تغيراً للآراء عند بعض القوى السياسية، كما أن كل الأحداث أحدثت تململاً قليلاً عند القاعدة الجماهرية له بسبب الإنهيار الإقتصادي والمعيشي الذي عصف بلبنان، لكن بيئة الحزب وحلفائها من قوى أخرى يعرفون أن لا علاقة للحزب بهذا الإنهيار، وأن ما يجري ما هو إلا سياسةٌ ممنهجةٌ من أجل تشويه صورة الحزب الذي سعى في السنتين الأخيرتين للملمة بعض الثغرات ومعالجتها.
في المضمون، يعرفُ حزب الله وحلفاؤه وأصدقاؤه مدى أهمية هذا الإستحقاق، ويعرفُ الحزب أن التطورات الإقليمية لها دلالاتها التي ستنعكسُ حتماً على الداخل اللبناني، كما يسمعُ الكلام الذي يقال عنه، وعن مشاركته منذ سنوات في الحكومات اللبنانية، وتحالفه مع بعض القوى السياسية التي شاركت في الفساد لا بل قام بتغطيتها، لكنه يعرفُ الوضع الداخلي اللبناني، ويسعى دائماً الى تدوير الزوايا من أجل الحفاظ على النسيج الداخلي والسلم الأهلي.
وبحسب مصادر مطلعة، أشارت الى أن عزوف الحريري سوف يفتحُ المجال أمام هذه الاقطاب لملئ الفراغ، لا سيما أن أقطاباً سياسيةً بدأت تتحرك باتجاه كل الدوائر والمحافظات وترشيح أشخاصٍ مواليين داخل المكون السني ومن طوائف أخرى أيضاً، واشارت المصادرالى أن مرجعيةً حكوميةً سوف يكون لها خيارُ التوسع المناطقي، مستفيدة من أجواء مشهدٍ سياسيٍ جديد فرضته إستقالةُ الحريري وعزوفه الآني عن العمل السياسي.
في الشكل، حسم حزب الله تحالفه مع «حركة أمل»، كما أنه على مسارٍ إيجابي مع التيار الوطني الحر الذي سيعقدُ معه إجتماعاً لوضع بعض اللمسات على التحالف الإنتخابي، وسيكون التحالف مع البعض الآخر مرهوناً بطبيعة المنطقة ومكونها السياسي.
الديار