ريم عبيد | كاتبة واعلامية لبنانية
الأرض في كل كتب الجغرافيا تدور، إلا هنا في هذه الأرض فإنها حتما تنبض.
تنبض عزا وفخرا وإباءا، تنبض مجدا وحبا وعشقا لمن سالت دماؤهم فروت ترابها.
فكانت المقاومة أسطورة المجد الذي لا يزول.
سرنا اذا، على درب ساروا عليه، وما كنا من قبل نحلم أن نخلد في ذكرانا صورة المجاهد يرمي، أو يقاتل، أو يأسر، أو يطلق الصواريخ جهارا نهارا..
ما كنا نحلم أن نكون جالسين على الكراسي، ومن حفظوا عرضنا وأرضنا ورفعوا بيرقنا عاليا، يقفون أمامنا ولسان حالهم:” إهدأوا، فلن يمسكم ضر ونحن ها هنا”.سرنا وكنا نخشى أن نمسح عن خد التراب قطرة كان يأنس لوجوها، ويشم فيها رائحة حي عند الله يرزق.سرنا بأقدامنا على أرض كان حري بنا أن نلثمها..فقد شهدت حديث جريح يلفظ أنفاسه الأخيرة ..وقبلها يحدث رفيق دربه بأنه نال ما تمناه، طالبا منه وعدا أن يبقى على العهد، وتشهد وسلم وهو يبتسم.أرض سمعت وشوشات من لو كتب الزمان عنهم لارتقى، وصار مخلدا في عرين المجد.
كان الجبل أمامنا اخضر، خلاب جدا، ولكن الدم الذي عبقت فيه هذه البقعة، أنبت جيشا قادرا، مرعبا، حاكى بمناورة لم يتعد وقتها الدقائق الستين، ضرب العدو في مقتل..
هنا في عرمتى المجد يترامى على اهداب هذه الجبال، هنا الارواح تسكن بين فصائل الصخر هنا نزفوا هنا سلموا الأرواح ،هنا الصلاة ،هنا الكرامات والعزة ترشح على صخور المجد؛
رائحة عشقهم هنا.
هنا هزم المحتل وولى هاربا وتحولت معاقله الى أوهام ، هنا تطهرت الأرض ..هنا هزم فوج العشرين؛ ونحن هنا دخلنا بسلام آمنين ..
وهنا أورق النجيع للتحرير.
تأهب ..الى الأمام سر .
بنداء يا زهراء..بنداء يا حسين..بنداء يا صاحب الزمان..
تأهبت حواسنا، اشرأبت أعناقنا، كما السيف استل ووقف في وسط غمده، والبندقية تهيأت في ساعد المجاهد، شهدنا كيف قاتلوا ، وكيف ضحوا من أجلنا ومن أجل ان نحيا أعزاء، وعمادهم كان حاضرا في روحيتهم القتالية، صوته كان يعزف على قيثارة المطر والرصاص..ومن خلفنا زغرد السلاح.
يا قدس اننا قادمون ..سنصلي في القدس ..