الدكتورة يسرية الطويل | استاذة علم الأعصاب
إذا أصيب شخص في رأسه إصابة عنيفه في حادث سيفقد ذاكرته قطعا لكن إذا تحدثت معه ستكتشف أنه يتمتع بكامل قواه العقليه لكن لا تسأله عن الماضي لأنه بدون ذاكره..
إذا الذاكره شيئ والعقل شيئ آخر
فإذا كانت الذاكرة في الرأس ( المخ ) أين العقل ؟
إقرأ الإجابة أدناه
والدماغ*
( القلب ليس مضخة دم فقط كما إكتشف الأطباء سابقاً )
السبق القرآني في علم القلب حيث يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خليه عصبيه أي أن ما نسميه ” العقل ” موجود في مركز القلب وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه.. ولذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيله نعقل بها..
قال تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
وقال تعالى : { لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا }
أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان ألا وهو القلب وهو ما اكتشفه العلماء اليوم..
وقال تعالى: { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً }
فقد حدّد لنا القرآن صفه من صفات القلب وهي القسوه واللين ولذلك قال عن الكافرين : { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
ثم قال في المقابل عن المؤمنين: { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }
كل خليه من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث ولذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب..
والله تعالى أكد لنا أن كل شيىء موجود في القلب..
وأن الله يختبر ما في قلوبنا..
يقول تعالى : { وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع قال تعالى : { وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ }
للقلب دور مهم في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها.. ولذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب والعلم قال تعالى:{ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }
مركز الكذب هو في منطقة الناصيه في أعلى ومقدمة الدماغ.. أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقيه صادقه.. وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات.. ولذلك قال تعالى : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ }
فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصيه في الدماغ ، ولذلك وصف الله هذه الناصيه بأنها : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
الإيمان يكون بالقلب وليس بالدماغ.. وهكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيده.. ولذلك قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ }
صاحب القلب الصناعي لا يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيىء من أمور المستقبل.. وهذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب..فقال سبحانه وتعالى : { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ }
وهذا ما نراه اليوم خاصه في عمليات القلب الصناعي.. حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب..
أفضل علاج للقلب :
يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاه هو اضطراب نظم عمل القلب.. وان أفضل طريق للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب.. وقد ثبت أن بعض الترددات الصوتيه تؤثر في عمل القلب وتساعد على استقراره..
( وهل هناك أفضل من صوت القرآن )
ولذلك قال تعالى : { الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان.. وندعو بدعاء المؤمنين : { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
كلمة العقل لم تذكر في القرآن ولا حتى مره واحده.. فالذي يفقه ويعقل هو القلب
قال رسولنا الكريم عليه وعلى آله افضل الصلاه وأتم التسليم :
[ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ]
فلنكثر من الصلاه والتسليم على قرة أعيننا سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم