كتبت د . نازك بدير | هل تحقّق قنابل MK84 فصلًا من مخطّط نتنياهو؟


د.نازك بدير | اكاديمية وباحثة لبنانية

هل تحقّق قنابل MK84 فصلًا من مخطّط نتنياهو؟

تستمرّ الحكومة الإسرائيلية مدعومة من الجانب الأميركي بارتكارب المزيد من المجازر بحق الأبرياء والمدنيين وتدمير الأحياء السكنية عبر ذخائر تحوي مواد شديدة الانفجار (ولا سيما قنابل MK 84- من السلالة ذاتها التي استخدمت في فيتنام). وما الإجرام الصهيوني سوى نموذج مصغَّر عن ربيبه الأميركي الذي ألقى القنبلة الذرية على ناغازاكي وهيروشيما.

تعرف قنابلMK84 باسم المطرقة لقدرتها على اختراق ما يصل الى 38 سم من المعدن وما يقارب من 3,4م من الخرسانة المسلحة. وهي من نوع القنابل الغبيّة)أو قنبلة قصف الحرّ العمياء). بيد أنّ العدو يختار الأمكنة المكتظة سكّانيّا كما يفعل في ضاحية بيروت الجنوبية. وأكّدت صحيفة معاريف الإسرائيليّة، في وقت سابق، استخدام تلك الذخيرة في مجزرة المواصي -خانيونس. وكشفت صحيفة وول ستريت الأميركية عن مواصفات MK84 في أوكتوبر من العام المنصرم؛ تعدّ من أكثر أنواع القنابل غير الموجّهة استخدامًا كونها شديدة التدمير والتأثير على نطاق واسع بسبب احتوائها حشوة )حوالي 429 كغ ( مدمّرة شديدة الانفجار من العنصر H6 أو مادة (Minolta Tritonal)
يمكن للقنبلة أن تقتل كلّ ما هو حيّ ضمن دائرة قطرها 800م، وتتسبّب في تشظٍّ قاتل ضمن دائرة يبلغ نصف قطرها (370م). وتستطيع تدمير المركبات في نطاق 21 مترًا من انفجارها. تنتشر أجزاؤها على شكل شظايا حادّة يمكن أن تمزّق الأجسام البشرية والمركبات غير المدرّعة. تستخدم هذه القنبلة كرأس حربي لقنبلة موجّهة ب GPS (نظام JDAM الأميركي) المسمّاة ب “البرد الثقيل”.
يُذكر في هذا الصدد، أنّ الولايات المتحدة زوّدت أوكرانيا بذخائر تحتوي اليورانيوم المخضّب لقدرتها العالية على إذابة المواد الصلبة والخرسانية. وقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون هذا الأمر في سبتمبر من العام الماضي. هذه الذخائر كانت قد استخدِمت في حرب الخليج الأولى، وفي غزو العراق.
من جهة أخرى، أكّدت نقابة الكيميائيين اللبنانيين أنّ القنابل التي قصف بها العدوّ ضاحية بيروت الجنوبيّة تحتوي مادّة اليورانيوم المنضّب، وحذّرت من آثاره الجسيمة على الصحّة.
هذه المادّة السامّة عالية الكثافة، أكبر كثافة من مادة الرصاص. قوة اليورانيوم المخضّب الدافعة تمكّنه من اختراق الدروع وترتفع درجة حرارته إلى حدّ أنّ النيران تشتعل على سطحه. يؤدّي استنشاق جزيئاته الموجودة في الهواء أو ابتلاعها، والغبار الناتج عن انفجار قنابل تحوي يورانيوم مخضّب إلى إضعاف وظائف الكلى ويزيد خطر الإصابة بأمراض السرطان.
عند حدوث كارثة من هذا النوع، ينبغي تداركها من قبل المعنيين عبر مسْح شامل للأمكنة ضمن نطاق المناطق المتضرّرة، وتأمين العناية الطبية اللازمة لكل من تعرّضوا لهذه الموادّ بشكل مباشر أو غير مباشر.
من خلال هذا القصف الوحشي يحاول رئيس حكومة العدوّ الضغط على إحدى ركائز صمود المقاومة وهي بيئتها الحاضنة، وتهجيرها، أوخلخلخة العلاقة بينها وبين قياداتها، لكن ما يجهله نتنياهو أنّ هذه البيئة الحاضنة والموالية والمقاومين الذين يدافعون عن الأرض ويواجهون قوات الاحتلال من مسافة صفر، هم أبناء مدرسة”انتصار الدم على السيف”.

Exit mobile version