خديجة البزال | كاتبة لبنانية – رئيسة تحرير موقع بوابة بعلبك
يأتي إجتماع الكيان الصهيوني في باكو إستكمالا للعمل العدواني الذي يمارسه الكيان الموقت ضد كل المنطقة وهناك تحديدا ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية،خصوصا أن تلك المنطقة لها من الأهمية الجيوسياسية الكثير وبالتالي يحاولون العمل أمنيا بشكل أساسي من أجل إحداث إختراق كبير في تلك المناطق، عبر خلق أذرع لهم يستخدمونها عندما يرون الوقت مناسب ضد المنطقة القوقازية ككل أو ضد الجمهورية الإسلامية إنطلاقا من تلك البلاد تحديدا.
وعليه لا يمكن وصف هذا الإجتماع إلا بل الإجتماع العدواني ضد كل منطقة القوقاز، أما فيما يتعلق مطلب أو حاجة الكيان الصهيوني لأذربيجان للأسف هذه الجمهورية بدل أن تتعاطى مع جيرانها بالشكل الذي يضمن السلم والأمن المتبادل بينها وبين الدول المجاورة لها واللصيقة بها والتي تربط شعوبها ببعضها البعض روابط ثقافية و إجتماعية وقومية كثيرة نرى حكام هذه الجمهورية يتعاطون بمنطق العداء ظنا منهم أنهم بإرتمائهم بأحضان الكيان الصهيوني وأمريكا، قد يطيل في أعمار وجودهم السياسية في حكم هذه البلاد وبالتالي يعطون المجال الحيوي للكيان الصهيوني بأن يقوم بممارسات عدوانية إنطلاقا من أراضيهم وبحجج واهية، من إقتصادية أو غير ذلك لكن الأمور تتعدى هذا الأمر إلى أمور مرتبطة بما يعتبرونه بأمن الإحتلال الصهيوني، ويقومون بذلك بسبب قوة الجمهورية الإسلامية.
أما فيما يتعلق بل الوجود الصهيوني في دولة أذربيجان فهي طبعا تأتي ضمن المخطط الإستراتيجي للكيان الموقت الذي رسمه الصهيوني شمعون بيريز في محاولة لتطويق إيران بكيانات مصطنعة من أجل إحداث أكبر ضرر ممكن على المستويات كافة ضد طهران سواء على المستوى الأمني بالتحديد أو إدخال المجموعات الإرهابية ومدها بكل أنواع الدعم كما حصل مؤخرا في أعمال الشغب التي وقعت داخل الجمهورية الإسلامية الايرانية، وكانت الأيدي الخبيثة الأمريكية والصهيونية العالمية بصماتها الواضحة في هذا المجال، وذلك في محاولة من هذا الكيان الموقت إبعاد المواجهة المباشرة عنه مع الجمهورية الإسلامية الايرانية من خلال محاولة إشغالها بأوضاع داخلية أو بل المحيط الذي يكون متوترا معها، لذلك طبعا هذه الخطوة تأتي في أكثر من ساحة أيضا عبر التطبيع مع الكيانات في منطقة الخليج الفارسي والتي أخذت تنبطح وتزحف على العلاقة مع الكيان الموقت الصهيوني ظنا منها أن ذلك سوف يؤمن لها مساحة في الحياة السياسية أطول مما هي عليه ، ولكن شعوب هذه الدول هي رافضة بشكل كلي لكل هذا التطبيع ولكن هذا المسار لن يفضي أبدا لأي نجاحات تذكر ضد طهران بسبب الوعي الكبير الذي يتحلى به الشعب والقيادة الربانية التي منى الله بها على هذا الشعب الأبي وعلى الأمة جمعاء بهذا النوع الفريد من القيادات التي قلما التاريخ يأتي بمثله .