كتبت بثينة عليق | التحرير الثاني… الضربة القاسية للمشروع التكفيري

بثينة عليق | كاتبة واعلامية لبنانية

لا يمكن الحديث عن أهمية التحرير الثاني للبنان وقيمته بمعزل عن المشروع الإرهابي التكفيري، الذي هُزم منذ ستة أعوام عند الحدود اللبنانية السورية.

وهذا ما أكده الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطابه الأخير، في ذكرى التحرير الثاني. تحدث بالتفصيل عن المشروع التكفيري في لبنان وأهدافه ومساحة انتشاره ومراحله. ويتبيّن، من خلال كلام السيد نصر الله، بالإضافة إلى الوقائع التي عايشها أهالي منطقتنا، أن هذا المشروع انطوى على خطورة كبيرة تجلّت فيما يمكن عدُّه معالم أساسية ورئيسة له، يمكن اختصارها في التالي:

أولاً: تحويل العداء في العالم العربي من العدو الإسرائيلي نحو جهات داخلية.

ثانياً: استنزاف القدرات والإمكانات لدول المنطقة ومجتمعاتها، على نحو يؤدي إلى إضعاف مراكز القوة فيها.

ثالثاً: إيجاد الأرضية من أجل التدخلات الخارجية.

رابعاً: تشويه صورة المنطقة، عبر إظهار التكفير والتطبيع مع “إسرائيل” كثقافة لأبنائها.

اللافت للانتباه أن هذه المعالم تلتقي، إلى حد التطابق، مع معالم المشروع الأميركي الإسرائيلي للمنطقة، والقائم على التفتيت وخلق التناقضات الداخلية، واستنزاف مقدرات المنطقة، وتوظيفها في الاتجاه الذي يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية. لذلك، جاء قرار حزب الله حاسماً بشأن المواجهة مهما كانت الأثمان. واستطاعت المقاومة، عندما وصل المشروع إلى لبنان، توجيه ضربة قوية وقاسية إليه، بالشراكة مع أهل القرى والبلدات المستهدَفة بصورة مباشرة، ومع الجيش اللبناني.

Exit mobile version