يوسف جابر | كاتب وباحث سياسي
جاءت قمة القطبين العالميين الرئيس جو بايدن والرئيس فلاديمير بوتين في جنيف تنفيسا للإحتقان الذي صدر على لسان الرئيس الاميركي جو بايدن باتهامه الرئيس فلاديمير بوتين بالتدخل بالانتخابات الرئاسية الاميركية الأخيرة لصالح الرئيس دونالد ترامب وباتخاذ عقوبات ضد روسيا على دخولها منطقة القرم , عقبها طرد دبلوماسيين واستدعاء روسيا السفير الاميركي والتوعد بالرد بالمثل إذا تمادت أميركا مجددا وحلفائها بزعزعت الأمن العالمي المعنية به روسيا بوجودها مثلا في شبه جزيرة القرم.
القراءات السياسية تبين رغبة الرئيس جو بايدن باللقاء مع بوتين جاءت نتيجة, أول دخول جو بايدن البيت الأبيض برفع السقف الاميركي, لكنه عاد واعترف بقوة وعظمة روسيا ودورها السياسي والعسكري لإستتباب الأمن في العالم وخاصة في منطقة الشرق الاوسط بعد أن قرأ دور نجاح الرئيس بوتين الذي أعاد أمجاد الاتحاد الروسي كدولة عظمى لها مكانتها ووجودها العالمي.
وتوجه المراقبين السياسيين والإعلام الدولي الى قمة جنيف المنعقدة في 16 الشهر التي تضمنت اجتماعا واحدا بوقت ساعتين وانتهائها بعقد مؤتمرا صحفيا منفردا لكل من الرئيس الأميركي والرئيس الروسي , هذا يدل على التباين في المواقف وعدم التوصل لإتفاق يجمعهما لإعلان مؤتمر صحافي مشترك.
بالوقت ذاته عقد اجتماع موسع ضم الوفود المرافقة للرئيس فلادمير بوتين مع وفد الرئيس جو بايدن.
لقاء بين الوفدين المرافقين للزعيمين تم الإتفاق على رسم خارطة لكلا الدولتين وتبادلوا الآراء حول القضايا الملحة الأخرى لجدول الأعمال الدولي الأقليمي, أما النقطة العالقة خلال الإجتماع كانت بيلاروس بتأكيد من الكرملين على الخلاف خلال المحادثات .
روسيا فلادمير بوتين أعادت مجدها العالمي كقوى دولية يحسب لها الحسابات , وهي دولة لها امتدادها من خلال صداقاتها مع الكثير من الدول ومع الصين يملكان القوة العسكرية والاقتصادية لوجودهما في قلب اوروبا , والتي تحترم خصوصية كل بلد لذلك وضعت أصدقائها بأجواء اللقاء.
هنالك خارطة سياسة جديدة في العالم تريد من خلالها أميركا إقصاء دور الصين وتطورها السريع لكن قد فات الأوان بحيث بدأت الأخيرة تحلق في عالم الفضاء كما تزعمت الدول الصناعية والإقتصادية الأكثر تطورا ونموا مما أخاف أميركا على دورها المستقبلي للعقود القادمة.
أما في ملف المباحثات الأميركية الأيرانية حول الملف النووي فإن أميركا تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية والتي قد شارفت نتائج المباحثات على الإعلان من خلال إعلان أميركا برفع العقوبات وإعطاء ايران الأحقية في تطوير بنامجها النووي السلمي حسب الإتفاق 2015 وعدم فرض أي عقوبة على أي شركة أو إسم إيراني وإعلان حسن نية بمؤتمر صحافي لا رجوع عنه.
بالمحصلة هنالك أشهر ساخنة في الشرق الأوسط الى حين نمو الاتفاقات وترجمة المحادثات .