اللواء علي سليمان يونس | ضابط سوري متقاعد
كانت ” اسرائيل ” تفاخر دائما بسلاحها الجوي, واراد الفريق حافظ الأسد وزير الدفاع وقائد القوى الجوية والدفاع الجوي أن يعطي دليلا و مؤشرا للأمة العربية والمجتمع الدولي ان الطيار العربي السوري قادر ايضا على الوصول إلى أجواء العدو الصهيوني, استدعى الى مكتبه كلاً من : اللواء مصطفى طلاس رئيس الاركان ,واللواء يوسف شكور نائب رئيس هيئة الأركان- رئيس شعبة العمليات, والعميد الجوي فريد حيدر رئيس أركان القوى الجويه , وناقشهم في موضوع قيام طائرة مقاتلة من سلاحنا الجوي بخرق جدار الصوت فوق إحدى المدن في فلسطين المحتله واستقر الرأي على ان مدينة “حيفا” مناسبة للعمليه.. وقامت اداره العمليات في القوى الجوية بوضع الخطة التنفيذية وتم اختيار الطيار المقدم “عزت البزري” للقيام بهذه المهمه الكبيره. وفي الساعة 15 من يوم الخميس 29 /1 /1970 انطلق الطيار السوري بطائرة الميغ 21 من قاعدة “الضمير” الجوية محلقا فوق بيروت وبعد ان قطعها بعدة كيلومترات غربا توجه نحو مدينة حيفا بطيران منخفض ثلاثين مترا فوق سطح البحر وعندما وصل الى مشارف المدينة فتح الحارق الاضافي وارتفع فوقها خارقا جدار الصوت ثم عاد ثانيه باتجاه البحر, وعندما وصل “رأس الناقورة” على الحدود اللبنانية الفلسطينية توجه نحو دمشق بطيران مستقيم وهبط في مطار “المزه” العسكري بعد ان ادى مهمته بنجاح منقطع النظير…
وعكس هذا العمل البطولي ردود فعل مختلفه في الاوساط الدوليه والعربيه ….
فقد ابرزت “الديلي تلغراف” الحادث قائله: اخترقت طائره سوريه ميغ 21 مجال فلسطين المحتلة الجوي محلقة على ارتفاع منخفض ومخترقه جدار الصوت …فوق مدينه حيفا ..مما سبب اهتزازات قويه ادت الى تحطيم العديد من النوافذ, ولقد ذكر بان نافذه المحل الذي كان الجنرال ديان يشتري منه علبة من الشوكولاته لزوجة ابنه ,التي كانت قد وضعت له الحفيد الثالث قد تحطمت…
اما “لوموند” الفرنسيه فقالت:
ان المدن الاسرائيليه لم تعد في مأمن من الغارات الجويه العربيه, واكدت ان رد الفعل الذي احدثه اختراق الطائره السوريه جدار الصوت فوق حيفا كان عنيفا في نفوس الصهاينة…
اما مراسل “لوفيجارو” الفرنسيه في تل ابيب فقال:
إن تحليق طائرات سلاح الجو السوري فوق حيفا قد ترك اثرا عنيفا في نفوس الصهاينة , ونقل أن الصهاينه اعلنوا بعد هذه العمليات ان اسطوره عدم امكان الحاق الهزيمه ب ” اسرائيل ” هي اسطوره غير صحيحة…
اما وكالة انباء “رويترز” فقالت :
ان عددا كبيرا من الاسرائيليين كانوا يتساءلون كيف استطاعت الطائرات السورية النفاثة من طراز ميج 21 ان تحلق فوق مدينة حيفا ,ميناء الكيان الصهيوني الرئيسي ,وتخرق جدار الصوت ثم تعود بسلام ,وذلك بعد اسبوع واحد فقط من ادعاء” ييغال آلون “نائب رئيسة الوزراء أن ” اسرائيل ” تملك واحدا من افضل الاجهزه الدفاعية الجوية في التاريخ ..وان اية طائره “عدوه” تحلق فوقنا لا يمكن أن تعود..
وفي داخل الارض المحتلة قالت صحيفة “جيروزاليم بوست الاسرائيلية في معرض استنكارها للعملية:
سيطلب من شخص ما الاجابه على بعض الاسئله في أعقاب الحادث الذي خرقت فيه الطائرات السورية جدار الصوت وحطمت زجاج نوافذ عشرات من البيوت في حيفا.. واضافت تقول: ان هذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها طائره عربيه من التحليق فوق احدى مدن الكيان منذ حرب حزيران 1967…
في ذكرى التصحيح تحية لروح الرئيس الخالد حافظ الأسد …والمجد والخلود للشهداء.. والنصر المؤزر لرجال قواتنا المسلحة بقيادة الاسد بشار ….