أمعنت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، أمس، في التضييق الإجرامي على الأهالي في محافظة الحسكة، حيث منعت عمال مؤسسة المياه وكادر مشفى القامشلي الوطني والعاملين في مبنى النفوس والمحكمة من الدخول إلى مقار عملهم، وسط أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش العربي السوري إلى خطوط التماس مع «قسد» بمحيط مدينة الطبقة في ريف محافظة الرقة الغربي.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن»، بأن «قسد» تواصل قطع طريق عام القامشلي – الحسكة، والطريق الواصل بين مدينة الحسكة والأفواج العسكرية القريبة من جبل كوكب شرق المدينة لليوم الخامس على التوالي، ومنعت عدداً كبيراً من العاملين بالهيئة العامة لمستشفى القامشلي الوطني بينهم أطباء وممرضون، من الوصول إلى مكان عملهم واحتجزت بطاقاتهم الوظيفية، كما منعت العاملين في مبنى النفوس والمحكمة في بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة من الدخول إلى مكان عملهم لليوم الثالث على التوالي بهدف الاستيلاء على المبنى.
وأوضحت المصادر، أن «قسد» منعت عمال مؤسسة مياه الحسكة من الدخول إلى مقرها في حي العزيزية، وعدا عن ذلك أقدمت مجموعة مسلحة منها على اختطاف ثلاثة من العاملين فيها.
على خط مواز، ذكر مدير عام مؤسّسة المياه في الحسكة محمود العكلة، لــ«الوطن»، أن الاحتلال التركي ومرتزقته واصلوا قطع المياه عن مليون مدني في مدينة الحسكة وأريافها وبلدة تل تمر وقراها لليوم الرابع على التوالي وللمرة التاسعة عشرة منذ احتلالهم لمدينة رأس العين وأريافها، منذ قرابة 15 شهراً.
وأكّد العكلة، أن «الجانب الحكومي بدأ التواصل مع الجانب الروسي بصفته ضامناً لاتفاقات سابقة، لإعادة ضخ المياه من محطّة علوك من جديد»، موضحاً أن الجانب الروسي يجري اتصالات مكثفة مع الطرف التركي لإنهاء هذه المشكلة.
في الأثناء، أكدت مصادر محلية لـ»الوطن» أن مسلحين من ميليشيات «قسد» داهموا عدة منازل واعتقلوا قرابة عشرة معلّمين واقتادوهم إلى جهةٍ مجهولة، لأسباب تتعلّق بتقديمهم دورات تقوية للطلبة الكُرد لمناهج وزارة التربية السوريّة الحكومية للمرحلة الإعداديّة والثانويّة.
من جانب آخر أكدت مصادر محلية لـ»الوطن»، أن الدفعة الثامنة من المحتجزين السوريين ضمن «مخيم الهول» الواقع تحت سيطرة «قسد» شرق الحسكة خرجت أمس إلى مدنهم، وشملت31 أسرة مؤلفة من 99 شخصاً، أغلبيتهم أطفال ونساء، من مدن محافظة الحسكة.
من جهة ثانية، أفادت مواقع إعلامية معارضة، عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش العربي السوري، إلى محيط مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بهدف نشرها على خطوط التماس مع مليشيات «قسد» في المنطقة.
وأشارت المواقع إلى أن التعزيزات تمركزت في محيط بلدة دبسي عفنان بمنطقة الطبقة، مبينة أن التعزيزات قدمت من ريف حماة، وتضمنت عربات مصفحة وعربات دفع رباعي مزودة برشاشات.
على خط مواز، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن الاشتباكات تجددت بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة بين ميليشيات «قسد»، من جهة، والتنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي من جهة أخرى، إثر محاولة تسلل الأخيرة إلى محور قرية معلق شرق بلدة عين عيسى بريف المحافظة، وذلك تزامناً مع قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.
من جانب آخر، كشف المتحدث باسم ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة، العقيد واين ماروتو في تغريدة له على «تويتر»، أن مروحية من طراز «UH-60» تابعة للتحالف نفذت ما ادعى أنه «هبوط صعب» في منطقة شمال شرقي سورية، دون أن يحدد مكان الهبوط.
ونفى ماروتو، أن يكون الحادث نتيجة لما أسماه «نشاطاً عدائياً»، مدعياً أن الحادث كان نتيجة خلل فني، ومشيراً إلى أن المروحية كانت في رحلة روتينية، وأن أياً من طاقم المروحية لم يتعرض للأذى، حسب ادعائه.
وكالة «سبوتنيك» الروسية بدورها، نقلت عن مصادر محلية أن المروحية سقطت داخل القاعدة غير الشرعية في مدينة الشدادي النفطية جنوب الحسكة.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرة ارتطمت بالطريق القريب من المعسكر الواقع داخل قاعدة الاحتلال الأميركي، أثناء عملية تزويدها بالوقود، وأنها تضررت بشكل واضح مع معلومات عن وجود إصابات ضمن طاقمها.
الوطن السورية