زهير اندراوس | كاتب فلسطيني
قائد الدفاع الجويّ الإسرائيليّ يُقّر: لا نستطيع توفير الحماية المطلقة من الصواريخ والمعضلة هي منحنية المسار.. إسرائيل تعرضت لقصفٍ لم تعرفه من قبل في العدوان الأخير على غزّة.. نصر الله نجح بتوجيه الرسائل للجمهور الإسرائيليّ بأنّ قيادته تُعّده للخسارة.. فرقٌ كبيرٌ جدًا بين الحرب ضدّ حماس والحرب ضدّ حزب الله
أقرّ قائد منظومة الدفاع الجوي في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال غلعاد بيران، بعجز القبة الحديدية عن التصدّي للصواريخ المنحنية المسار الموجّهة إلى عمق الدولة العبريّة، وقال في حديثٍ خاصٍّ مع موقع “WALLA” الإخباريّ-العبريّ إنّه: “يجب أنْ ندرك أنّ القبة الحديدية في الحقيقة ليست الحلّ لمسألة الصواريخ المنحنية المسار هي جزء من الحلّ الذي يقدمه الجيش والحل هو أوسع، وأنّ الدفاع هو جزء من الحلّ، وأيضًا الهجوم.. لا حلّ يقول إنّه لن تُصيب إسرائيل صواريخ منحنية المسار”.
ومضى قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ “عملية حارس الأسوار (معركة سيف القدس) كانت حدثًا صعبًا للغاية، مُوضِحًا أنّه خلال العملية بأكملها، تمّ اعتراض حوالي 1600 صاروخ.. وتيرة إطلاق النار كانت الأكبر على إسرائيل من أيّ وقتٍ مضى”.
وأضاف “في الشمال أيضًا هناك الكثير من السيناريوهات. هناك فرق بين يوم قتال ومعركة حرب شاملة. هناك فرق إذا كانت الساحة الشمالية مركبة فقط من حزب الله أمْ أيضًا من قوات إضافية في “المحور الشيعيّ” الموجودة في منطقتنا، ويجب أنْ نفهم أنّ القتال في الشمال مختلف.. لن يكون مُشابهًا للقتال مقابل غزة، فهذا غير واقعي، وحجم إطلاق النيران مختلف. توجد وسائل قتالية تمتلك قوة فتك أكثر بكثيرٍ، لذلك التصرف يجب أنْ يكون مغايرًا”.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّه “يجب أنْ نفهم أنّ نتيجة مواجهة إسرائيل لإطلاق النار في الساحة الشمالية تعتمد على عناصر كثيرة جدًا. لنأخذ الهجوم، عملية “الوزن النوعي” خلال حرب لبنان الثانية، أدت إلى إزالة تهديدات معيّنة. لذلك للهجوم أهمية، إضافة إلى الاستخبارات وانضباط الجمهور، لأنّ الأخير إذا لم يكن مستعدًا لهذا ويعتقد أنّه بإمكانه أنْ يرتشف القهوة والذهاب إلى الملجأ ومن ثم العودة، فإنّه سيحصل على شيء آخر”.
وشدّدّ على أنّ “هذا هو بالضبط خطاب نصر الله قبل أسابيع عندما تحدث عن استخدام وسائل الإعلام الإسرائيليّة من أجل إنتاج وعيٍ إسرائيليٍّ بالخسارة. لذلك هذه الاملاءات مهمة، والرسالة تؤكِّد أنّه لا توجد حماية مطلقة”.
وانتهز قائد منظومة الدفاع الجوي في جيش الاحتلال الفرصة ليُوجِّه كلمةً إلى مُواطني إسرائيل وقال: “إذا كان هناك قتال على الساحة الشمالية، فستحصل أيضًا أضرار للجبهة الداخلية الإسرائيلية والردّ الأولي والمهم هو أنْ نكون منضبطين للغاية بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، وقد تكون هناك تعليمات لم نرها في السابق. لا أريد الخوض فيها، فهذه مسألة حساسة، الرسالة الثانية هي أنّ جزءًا من التهديدات سيتّم معالجتها بواسطة الدفاع الجوي، وجزء من الهجوم سيعالج. ولكن ستبقى هناك تهديدات تخترق وتضرب”، على حدّ تعبيره…