الدكتور حسن احمد حسن | باحث سوري مختص بالجيوبوليتيك والدراسات الإستراتيجية
أيها النورُ المشعشعُ في السماواتِ العليةْ…
أيها الرمزُ المخلَّد في ضمائرنا النقيةْ…
أيها الباقي مقيماً في العقولِ وفي النفوسِ، فلا الرحيلُ ولا المماتْ..
لا، ولا كلُّ الجحافلِ والوعيدِ وسيلِ أحقادِ الطغاةْ..
أبداً ولا العسلُ المُسَرْطَنُ بالثناءِ وبالوعودِ الكاذباتْ..
لا الوعدُ ينفعُ لا الوعيدُ ولا الليالي القاتماتْ..
سوريةُ الأسدِ الأبيةُ سوفَ تبقى رغْمَ هُوْجِ العاصفاتْ..
هيهاتَ أنْ تدنو الضباعُ منَ العرينِ بقاسيونَ المُفْتَدَى هيهاتْ..
……………………..
لتطمئن روحك الطاهرة المطهرة في سمو علياء فردوسك الخالد سيدي القائد المؤسس حافظ الأسد، فالسفينة يقودها ربان ماهر، وما بنته راحتاك الكريمتان قد أعلى أسوار الوطن، وأتى القائد البشار ـ حفظه العزيز الجبار ـ ليكمل المشوار، ويدعّم البناء أكثر فأكثر رغم ألسنة اللهب المتقدة التي أججوها لتلتهم سورية بمن فيها وكل ما ينسب إليها، لكن خاب فألهم، وتبدد رجاؤهم، وها هي سورية الأسد كما كانت بقيادة الزعيم الخالد حافظ الأسد شوكة في عيون الحاقدين هي اليوم بقياد الرئيس المفدى بشار الأسد خنجراً في حلوقهم، ومرارة في أرواحهم، وقلعة عصية عن الأخذ بالوعد والوعيد والترغيب والترهيب لأنها باختصار سورية الأسد.
كانوا يراهنون على رحيل القائد المؤسس طيب الله ثراه، وحسبوا أن سورية ستضعف، وقد تنهار بغيابه، وغاب عن أذهانهم أن الأسد السوري قد أنجب أسداً لا شبلاً، وعلى الرغم من هول فاجعة الرحيل.. على الرغم من الألم والأسى والحزن الذي اعتصر قلوب السوريين جميعا استطاع السيد الرئيس بشار الأسد أن يجتاز مع الشعب السوري زلزال الرحيل، ويبني على ما تم إنجازه لتحصين القلعة السورية لتبقى القلب النابض بالعروبة والكرامة والسيادة والعزة الوطنية الشماء العصية على المصادرة…
سورية التي عُرِفَتْ بُعَيْدَ الاستقلال ببلد الانقلابات العسكرية المتعددة والمتلاحقة تحولت إلى بلد الأمن والطمأنينة والاستقرار في عهد باني سورية المعاصرة الرئيس المؤسس حافظ الأسد الذي استطاع تجاوز تداعيات نكسة حزيران واستبدال ثقافة الهزيمة وجلد الذات والخوف والتردد، بثقافة الثقة بالنفس والقدرات الذاتية، واستعادة زمام المبادرة والقيام بإعصار حرب تشرين التحريرية وحرب الاستنزاف إلى أن رفرف علم الجمهورية العربية السورية في سماء القنيطرة المحررة، وسورية حافظ الأسد التي تمكنت من احتواء زلزال كامب ديفد وتبعاته هي التي واجهت إجرام” الإخوان المسلمين في سبعينات وبداية ثمانيات القرن الماضي واستطاعت تكسير أنيابهم الشريرة ومخالبهم المسمومة… وسورية حافظ الأسد هي التي حصنت قدراتها الذاتية بأصدقاء وحلفاء لايتخلون عنها مهما كانت الضغوط وتحت أي عنوان، فوقفت مع الثورة الإيرانية بكل ما تستطيع، وهاهي الثورة اليوم فاعلاً جيواستراتيجياً لا يمكن تجاهله، ولا القفز فوق دوره الإقليمي الحاضر في جميع الملفات…. سورية حافظ الأسد هي التي دخلت إلى لبنان بناء على طلب حكومته الشرعية وبتفويض من الجامعة العربية فأنهت الحرب الأهلية، وأشرفت على إعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية… وسورية حافظ الأسد هي التي تصدت للاجتياح الصهيوني للبنان وقدمت آلاف الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الطاهرة التراب اللبناني من الشمال إلى الجنوب… سورية حافظ الأسد هي التي تمسكت بالقضية الفلسطينية واعتبرتها قضية العرب المركزية، ودعمت فصائل المقاومة الفلسطينية بكل ما يمكن، ومكنَّتها من التصدي لنهج اتفاق أوسلو الذي يحتاج كل بند فيه إلى اتفاق..سورية حافظ الأسد هي التي هيأت لولادة المقاومة اللبنانية البطلة ممثلة بحزب الله الذي برهن للعالم بأجمعه أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت عندما تناقلت وسائل الإعلام أخبار تحرير الجنوب اللبناني وهروب الجيش الإسرائيلي تحت جنح الظلام، وكأنها هدية القدر للزعيم العربي حافظ الأسد قبيل رحيله طيب الله ثراه الطاهر.
سورية حافظ الأسد التي أنجزت كل ذلك هي ذاتها سورية القائد بشار الأسد الذي رفض في قمة بيروت أن يتم نسف حق العودة للأشقاء الفلسطينيين، وهي سورية ذاتها التي قالت لكولن بأول “لا” للإذعان والخضوع وإن كان الآلاف من جنودكم جاثمين على صدر العراق المحتل خارج الشرعية الدولية… سورية القائد بشار الأسد هي التي وجه لها التحية سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه الله، وأهداها مع غيرها من أقطاب المقاومة النصر الاستراتيجي على العدو الصهيوني في حرب حزيران وتموز 2006م…. سورية القائد بشار الأسد هي التي دعمت الأشقاء الفلسطينيين واحتضنت مقاومتهم بمختلف فصائلها فكان الصمود الأسطوري الفلسطيني في مواجهة الوحشية الإسرائيلية نهاية عام 2008 وبداية عام 2009م.
سورية القائد بشار الأسد هي التي صمدت في وجه أقذر حرب مركبة عرفتها البشرية واستمرت منذ آذار 2011… سورية القائد بشار الأسد هي التي تصدت للإرهاب التكفيري المسلح الذي تم تجميعه من شتى أنحاء الكون، فكانت الملحمة، وكانت هذه الحرب فوق الإقليمية والأقل من عالمية، وتبدلت لوحة موازين القوى بدخول روسيا الاتحادية ميدان المواجهة المفتوحة التي تشير تطوراتها إلى اقتراب أفول الأحادية القطبية الأمريكية… سورية القائد بشار الأسد هي التي تحولت من وطن الشهداء إلى موطن الشهادة، وغدت مضرب المثل في التجذر بالأرض والدفاع عن الهوية الوطنية برموش العيون..وهي ذاتها التي خرجت بالملايين إلى الساحات والشوارع تهتف بحياة قائدها المفدى بعد إنجاز الاستحقاق الدستوري الخاص بالانتخابات الرئاسية، والتي وجه بها الشعب السوري الصفعة الأشد لأقطاب محور العدوان عندما شارك في الانتخابات أكثر من 78% ممن يحق لهم الانتخاب، وجاءت النتيجة لتؤكد فوز السيد الرئيس بشار الأسد بنسبة 95،1% من أصوات الناخبين..
في الذكرى الحادية والعشرين لرحيل القائد المؤسس حافظ الأسد حال السوريين تقول: سقتك شآبيب الرحمة أبتي القائد الخالد، فنم قرير العين مطمئن النفس فأبناؤك وشعبك على الوعد والعهد تحت راية الوطن بقيادة السيد الرئيس المفدى الفريق بشار الأسد الذي يتابع بكل بأس وحكمة وشجاعة معركة التحرير والبناء لتحصين أسوار الوطن أكثر فأكثر بشعب وفي، وجيش أبي، وانتماء وطني نقي يعتز به جميع السوريين.
طيب الله ثراك الطاهر أبتي القائد الخالد حافظ الأسد.