في حفل تكريم الإعلاميين رفيق نصرالله وغالب قنديل | الحاج محمد عفيف: لديهم التمويل اللامحدود ولدينا الكفاءات وقوة الحقيقة …ولديهم دبي و”نيوم” ولدينا بيروت سيدة العواصم وأم الحرف
كرّم “حزب الله” و”اللقاء الوطني الإعلامي ” أمس الاربعاء في متحف “بيت بيروت” الصحافيين المخضرمين رفيق نصر الله وغالب قنديل، وألقى مسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله” ومستشار الامين العام السيد حسن نصر الله الحاج محمد عفيف كلمة بالمناسبة احتوت رسائل سياسية مختلفة، ورحّب عفيف بالاتفاق السعودي الايراني. تطرق عفيف الى ما أشيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أن أمين عام الحزب لم يكن على علم بخواتيم المحادثات السعودية الايرانية في الصين، داحضا الامر لأن كلام نصر الله أخرج من سياقه. وكرر ثبات “الحزب” على موقفه من الاستحقاق الرئاسي الذي لن يتم إلا بالحوار للوصول الى خواتيمه. موقع “مصدر دبلوماسي” ينشر النص الكامل لكلمة عفيف نظرا الى أهميتها الاعلامية والرسائل السياسية التي حملتها.
نص الكلمة:
عرفت غالبا، أحد القناديل الأربعة منذ ثلاثين عاما ونيف، قوي العزيمة، ثاقب الرأي، ثابت الجنان، مناضلا بلا تكلف، شهدت له موقفا ما زال في وجداني، إبان أزمة الإعلام المرئي والمسموع أمام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكان الرجل في ذروة صعوده السياسي، فلم يتجلجل، ولم يتردد، ولم يجامل حتى حلفاءه الأقربين. وإذ إجتمعنا يوما عند سماحة السيد حسن نصر الله وكان سماحته من ذكرني بهذه الواقعة منذ أشهر في إطار حديث عن المجلس الوطني للإعلام وشجونه، أفسح في المجال بعزة نفس، وخلق متواضع لزميل آخر وكبير فينا هو الاستاذ عبد الهادي محفوظ، مقدما مصلحة عامة على شأن خاص إستحقه ولا يزال، وأشهد اليوم أن لا رجلا في لبنان بأسره يعرف قانون الإعلام المرئي والمسموع وقوانين الإعلام عامة مثله وبكفاءته، كان قد وضع نصب عينيه قانونا يتطلع إلى مستقبل واعد يجعل من بيروت عاصمة للإعلام العربي المعاصر في إطار يجمع بين الحرية والمسؤولية، وكان أحد نفر قليل من الخبراء وأساتذة الرأي وسادة الكلمة وبينهم رفيق نصر الله يجتمع يوميا ابان حرب تموز مواكبا الأحداث ومقدما الإقتراحات ومنفذا أمينا لما يتفق عليه من سياسات، في خدمة إعلام المقاومة وقيادتها تسترشد بها وتغترف منها، حتى إذا كتب نصا فكأنما يعد أطروحة دكتوراه يملأوها بالشواهد والادلة والإثباتات قبل أن يملأ الشاشات والعقل والسمع والبصر أمينا على وعيه المبكر، ثابتا على خياراته التي اختارها لنفسه طوعا، وإن لم تنصفه في ظني الأيام.
سياق الخطاب كان واضحًا مخاطبًا اللبنانيين. لا تنتظروا التسويات الإقليمية ولا المفاوضات السعودية الإيرانية من أجل تمرير الإستحقاق الرئاسي. آمنوا بأنفسكم وبمصلحة بلدكم ولا تضيعوا آمالكم ومستقبلكم قي انتظار لا طائل منه ولا جدوى. هذا هو الخطاب الذي أخرج من سياقه في ود وآمل أن يكون مدخلًا هامًا لتسوية الكثير من الملفات العالقة في المنطقة ونبدي حذرنا الشديد من قيام الولايات المتحدة الاميركية والعدو الصهيوني بالعمل على تخريب هذا الإتفاق بشتى الوسائل والضغوط
وعرفت رفيقا منذ ربع قرن ونيف، وهو يتابع الخبر الأول في سيرته ومسيرته وأخبار المقاومة والمجاهدين والشهداء والإنتصارات حتى إذا أسر له عبد الله بن زايد ذات يوم شيئا في أذنه فإنما ليسأله بالطبع عن إبن عمه، المقصود السيد حسن نصر الله لا غير، ولما صُرف تعسفا من قناة أبو ظبي في ذروة عطائه المهني وصورته اللامعة وكان ذلك مقدمة ضرورية لخطوة التطبيع اللاحق مع العدو. الاثنان لا يجتمعان: التطبيع وإبن حولا.
لا تزال المجزرة الرهيبة تسكن في عقل ووجدان إبن حولا وهو الذي خاطب جنود العدو عبر اثير صوت “لبنان العربي” بأن لن تدخلوا بيروت، فكان ذلك فرصة للإنعتاق من قيود الوظيفة الى رحاب الفضاء العربي الواسع، يملأ الشاشات بالشرح والتحليل والنقد والتوصيف وأحيانا بالرهان على قطع يده إذا لم يحصل الحدث الفلاني في الربيع، فإن خاب ظنه راهن بقطع يده الأخرى في الربيع الذي يليه، خالطا بين طبعه الطفولي ونزقه الفوضوي، ورغبته المتواصلة في الإبداع والتطوير وحسا نقديا لاذعا لا يجارى، وشغفا متواصلا بالمهنة وأهلها حتى ولكأنه وهو الاستاذ تخاله نفسه ذلك الفتى المراسل الذي يركض خلف الحدث ووراء الاسرار والخفايا حتى إذا بكى ايمنه وأبكانا معه ،خرج من رحم الوجع ذلك الإنسان الجميل الذي كنا ولا نزال نحبه.
باسمي ومن موقعي المتواضع وبإسم من أمثل وما أمثل أتقدم منكما بكل شكري واخواني على ما قدمتموه وكان وجودكما المتواصل إلى جانب المقاومة المظفرة وفي خدمتها وفي خدمة وطننا مصدر فخر لا ينقطع وشكر لا يزول.
تشهد مهنة الإعلام إنحدارا غير مسبوق تعرفه قطاعات حيوية اخرى في إطار الازمة العامة في البلاد وقلما نجت منه وسيلة إعلامية، تغيب المصداقية وتحضر الإثارة والفتنة والحملات المدفوعة وتستعين بالشهود الذين لم يشاهدوا وبالاتهامات بلا أدلة وبالروايات الكاذبة، ويفتقد الحوار ويغيب العقل والتبصروالمسؤولية الوطنية، داخل صراع سياسي محتدم، فيحضر الإنقسام والموقف المسبق والجهل المركب ولقد تحدثت مع اعلاميين كبارا
ومسؤولين تنفيذيين في المؤسسات الأولى في البلد، ومع وزراء وأعضاء وكتل برلمانية عن سبيل للخروج من هذه الدوامة المقيتة، فنعيد للحق قيمته المطلقة، ولبيروت ألقها المستديم، وللإعلام اللبناني شعلته، لا في إطار استحضار الماضي وله ما له وعليه ما عليه، بل في إطار استشراف المستقبل والتحديات الرقمية والظروف السياسية البالغة التعقيد عندنا ومن حولنا، في محاولة مني لفتح كوة صغيرة في جدار صلب ولكن دون جدوى إذ تغيب الرؤية وتضمر الأفكار وتحضر السياسة والمال الهين لا ثاني لهما.
لن تفوتني المناسبة دون أن أتطرق إلى الدور الهدام في تدمير الإعلام اللبناني، يشترون الذمم والضمائر، الأقلام والأفكار، ويغدقون الأموال ويبنون المؤسسات والمنصات ويستثمرون كما لم يفعل أحد من قبل في السياسة والعفن الطائفي والحاجة المذلة، وبعد ذالك في السيطرة على الغرائز و العقول.
لن تفوتني المناسبة دون أن أتطرق إلى الدور الهدام في تدمير الإعلام اللبناني، يشترون الذمم والضمائر، الأقلام والأفكار، ويغدقون الأموال ويبنون المؤسسات والمنصات ويستثمرون كما لم يفعل أحد من قبل في السياسة والعفن الطائفي والحاجة المذلة، وبعد ذالك في السيطرة على الغرائز و العقول.
قاصرون نحن عن المواجهة؟ ربما، ذلك أن موازنة مؤسسات كالتي نحكي عنها تفوق موازنة دول. ومقصرون؟ نعم بالتأكيد إذا بقينا في المراوحة والشلل الفكري و النقص في الخيال وتغييب المسؤوليات والانشغال بالقسمة بدل الجمع وبالتنافس الضار بدل التكامل الإيجابي بالارتجال بدل التخطيط، قادرون على المواجهة؟ حتمًا وبلى ونعم و وألف نعم. لديهم المال ولدينا الكفاءات، لديهم الامكانات ولدينا الإرادة، لديهم المؤسسات الضخمة ولدينا الحرية والإبداع، لديهم النفوذ والدعم السياسي والأسماء ولدينا التنوع اللبناني المذهل والرائع الذي لا يشبه أحدًا ولا يشبهه أحد، لديهم قوة الصورة ولدينا قوة الحقيقة لديهم دبي ونيوم ولدينا بيروت سيدة العواصم وأم الحرف، وإني على ثقة أن أجيالًا من تلامذة رفيق نصرالله وغالب قنديل قادرة ان تحمل المشعل وتضئ الطريق.
على هامش هذا النص ينبغي الإشارة الى الحملة المنهجية التي انخرطت فيها بعض وسائل الاعلام وعدد من السياسين والاعلامين والتي اتسمت بالاجتزاء المقصود والتشويه المتعمد والضحالة المهنية في محاولة لضرب صورة سماحة السيد ومصداقيته التي تعني الكثير لجمهور المقاومة في العالمين العربي والاسلامي تحت اختراع قضية وهمية وسؤال تشكيكي امام أحد أكثر المطلعين على قضايا المنطقة وشؤون محور المقاومة حتى أدق التفاصيل.
والحال أن سياق الخطاب كان واضحًا مخاطبًا اللبنانيين. لا تنتظروا التسويات الإقليمية ولا المفاوضات السعودية الإيرانية من أجل تمرير الإستحقاق الرئاسي. آمنوا بأنفسكم وبمصلحة بلدكم ولا تضيعوا آمالكم ومستقبلكم قي انتظار لا طائل منه ولا جدوى. هذا هو الخطاب الذي أخرج من سياقه في ود وآمل أن يكون مدخلًا هامًا لتسوية الكثير من الملفات العالقة في المنطقة ونبدي حذرنا الشديد من قيام الولايات المتحدة الاميركية والعدو الصهيوني بالعمل على تخريب هذا الإتفاق بشتى الوسائل والضغوط لأن الإستراتيجية الاميركية تكمن أساسًا في خلق الصراعات والتوترات السياسية والدينية والطائفية والعرقية ولن تقبل أن يعم الهدوء والاستقرار اللذان هما مصلحة شعوب المنطقة أولا ونجدد التأكيد أن موقفنا في ملف الرئاسة في لبنان قبل الإتفاق الايراني السعودي وبعده هو نفسه والوصول الى الخواتيم المرجوة له بالحوار حصرًا بين اللبنانيين بعيدًا عن أي تدخل خارجي.
مرة أخرى غالب ورفيق شكرًا لأنكم معنا و من نور مسيرتكم المذهلة نستمد الفرح وقوة العطاء والصمود والانتصار.