كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني
لكن الاجماع الذي حصل عليه الشيخ الغريب قبل 15 عاماً، من قبل قوى سياسية ومشايخ في الطائفة، يمثلون حالة سياسية، تصنف في خانة التحالف مع سوريا، وخط المقاومة، لم يعد متوفراً، اذ ما اعلنه ارسلان لم يأتِ اثر اجتماع او لقاء في دارة خلدة، او مكان آخر، فهو اكد على تمثيل الشيخ الغريب له، في مقابلة تلفزيونية، وهذا ما اضعف موقفه، وفق مصادر سياسية درزية، اذ ان احد حلفاء ارسلان رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، اتصل بالشيخ ابو المنى مهنئاً، ولم يتضامن مع ارسلان، مما اضعف لقاء خلدة ومقرراته، والذي حضره وهاب، وقد لا يعود هذا اللقاء الى الانعقاد، لانه فقد علّة وجوده، كما ان بعض المشاركين فيه، لا يمثلون حيثيات سياسية وشعبية.
وهذا التوجه ليس بعيداً عن شيخ العقل الجديد، الذي اكد لـ «الديار» انه رجل لم الشمل، وهو على تواصل مع كل القوى والمرجعيات السياسية والروحية، داخل الطائفة الدرزية، وهو يكنّ كل الاحترام للامير طلال ارسلان، ولن يتأخر عن التواصل معه، والاخذ بملاحظاته، وان ترشيحه حصل وفق القانون والنظام الداخلي.
وكل من يزور الشيخ أبو المنى مهنئاً، لا يسمع منه الا كلام الوحدة، وهو ما سيمارسه منذ تسلمه منصبه في 6 تشرين الثاني المقبل، ولا يمانع أبداً في ان يحصل تمثيل كل الاطراف في المجلس المذهبي الدرزي الذي تنتهي ولايته في أيلول عام 2024، اذا كان أي طرف يشعر بأنه خارج القرار، اذ ان القانون هو الذي يحتكم اليه، وكل شيىء آخر خارجه يدخل في التسوية، وهذه مسألة السياسيين.
فالمهام المقبلة لشيخ العقل الجديد، ستكون كثيرة وكبيرة، لا سيما في ظل الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية والخدماتية التي يمر بها لبنان وشعبه، والدروز شريحة منه، وان الشيخ أبو المنى من موقعه كرئيس للمجلس المذهبي الدرزي، والاوقاف الدرزية التابعة له، يمكنه أن يستخدم مواردها لصالح التخفيف من المعاناة داخل الطائفة، اذ يتقدم الوضع المعيشي على ما عداه، حيث تقول مصادر في المجلس المذهبي ان اللجنة الاجتماعية فيه تتابع هذا الشأن دون تمييز، لكن ثمة أصواتاً معارضة تدعو لأن تكون ادارة مال الاوقاف اكثر شفافية حيث تم تنظيم حركات احتجاج لبعض الافراد الذين طرحوا موضوع الاوقاف، وهو الذي كان يسأل دائماً عن اموالها واستثماراتها والمستفيدين منها.