فيصل الداوود وفادي الاعور لمسا من ابي المنى الجمع والحوار والمسافة الواحدة

كمال ذبيان | كاتب وباحث لبناني

لم يسلم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، بفوز الشيخ سامي ابو المنى بمنصب شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز، واصرّ على ان الشيخ ناصر الدين الغريب، هو شيخ العقل بالنسبة له، وبما يمثل، لانه يعتبر ان ما حصل في قضية مشيخة العقل، كان خارج «اتفاق خلدة»، الذي ورد فيه، بان يتم البحث فيها، بما يحقق التوافق حولها، محملاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مسؤولية، ان تبقى مشيخة العقل منقسمة بين شيخين الاول بحكم القانون، وهو الشيخ ابو المنى وقبله الشيخ نعيم حسن، وتنتهي ولايته في 5 تشرين الثاني المقبل، والثاني هو الشيخ الغريب، بحكم الامر الواقع، الذي يمثل شريحة من ابناء الطائفة، التي كان يمثلها مشايخ عقل، وفق الانتماءات السياسية او العائلية.

لكن الاجماع الذي حصل عليه الشيخ الغريب قبل 15 عاماً، من قبل قوى سياسية ومشايخ في الطائفة، يمثلون حالة سياسية، تصنف في خانة التحالف مع سوريا، وخط المقاومة، لم يعد متوفراً، اذ ما اعلنه ارسلان لم يأتِ اثر اجتماع او لقاء في دارة خلدة، او مكان آخر، فهو اكد على تمثيل الشيخ الغريب له، في مقابلة تلفزيونية، وهذا ما اضعف موقفه، وفق مصادر سياسية درزية، اذ ان احد حلفاء ارسلان رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب، اتصل بالشيخ ابو المنى مهنئاً، ولم يتضامن مع ارسلان، مما اضعف لقاء خلدة ومقرراته، والذي حضره وهاب، وقد لا يعود هذا اللقاء الى الانعقاد، لانه فقد علّة وجوده، كما ان بعض المشاركين فيه، لا يمثلون حيثيات سياسية وشعبية.

واللافت كانت زيارة بالامس للامين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداوود، مع النائب السابق فادي الاعور، للشيخ ابو المنى حيث قدما له التهنئة والتبريك في تبوئه منصبه وتزكيته شيخاً للعقل، اذ اكد الداوود لـ«الديار» بانه امر طبيعي ان نزور الشيخ ابو المنى، ونهنئه وبانه يمثلنا كشيخ عقل، ولا نعترف الا به، وان الشيخ الغريب ايدناه في ظرف سياسي، وكنا نأمل ان ينتهي هذا الانقسام، الذي لمسنا من الشيخ ابو المنى بانه سيكون على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما اكدنا عليه انا والاعور ايضاً يقول الداوود الذي رأى في شيخ العقل الجديد، رجل حوار، وامامه مهمة جمع كل الاطراف، والتأكيد على التعددية السياسية داخل الطائفة الدرزية، حيث يمكنه من موقعه بان يقيم حواراً داخلياً، ويؤسس لتفاهم داخلي، يرسي كل اشكال العلاقات الطبيعية بين كل المكونات داخل الطائفة الدرزية، من رفض للهيمنة والاحادية.

وهذا التوجه ليس بعيداً عن شيخ العقل الجديد، الذي اكد لـ «الديار» انه رجل لم الشمل، وهو على تواصل مع كل القوى والمرجعيات السياسية والروحية، داخل الطائفة الدرزية، وهو يكنّ كل الاحترام للامير طلال ارسلان، ولن يتأخر عن التواصل معه، والاخذ بملاحظاته، وان ترشيحه حصل وفق القانون والنظام الداخلي.

وكل من يزور الشيخ أبو المنى مهنئاً، لا يسمع منه الا كلام الوحدة، وهو ما سيمارسه منذ تسلمه منصبه في 6 تشرين الثاني المقبل، ولا يمانع أبداً في ان يحصل تمثيل كل الاطراف في المجلس المذهبي الدرزي الذي تنتهي ولايته في أيلول عام 2024، اذا كان أي طرف يشعر بأنه خارج القرار، اذ ان القانون هو الذي يحتكم اليه، وكل شيىء آخر خارجه يدخل في التسوية، وهذه مسألة السياسيين.

فالمهام المقبلة لشيخ العقل الجديد، ستكون كثيرة وكبيرة، لا سيما في ظل الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية والخدماتية التي يمر بها لبنان وشعبه، والدروز شريحة منه، وان الشيخ أبو المنى من موقعه كرئيس للمجلس المذهبي الدرزي، والاوقاف الدرزية التابعة له، يمكنه أن يستخدم مواردها لصالح التخفيف من المعاناة داخل الطائفة، اذ يتقدم الوضع المعيشي على ما عداه، حيث تقول مصادر في المجلس المذهبي ان اللجنة الاجتماعية فيه تتابع هذا الشأن دون تمييز، لكن ثمة أصواتاً معارضة تدعو لأن تكون ادارة مال الاوقاف اكثر شفافية حيث تم تنظيم حركات احتجاج لبعض الافراد الذين طرحوا موضوع الاوقاف، وهو الذي كان يسأل دائماً عن اموالها واستثماراتها والمستفيدين منها.

Exit mobile version