عالم التكنولوجيا ترجمة
استعان موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بفريق أكاديمي صغير للكشف عن إخفاقات الشركة في احتواء عمليات الاحتيال والسرقة والمعلومات السياسية المضللة. ويبرر “فيسبوك” هذا العمل بأنه حماية لخصوصية المستخدمين.
بالنسبة للمحتالين السياسيين، تُعتبر منصة إعلانات الخدمة الذاتية على “فيسبوك” هدفًا مثيرًا للاهتمام: إذا كنت ترغب في نشر معلومات مضللة، فستساعدك المنصة في تضييق نطاق الأشخاص الذين سيشاهدونها.
يمكن للممثل السياسي الماهر استخدام إعلانات “فيسبوك” لإظهار الأكاذيب ، وكذلك عدم عرض هذه الإعلانات على بقية العالم؛ ما سيكشف الطريقة التي يتحدث بها السياسيون.
وتم تغريم “فيسبوك” بسبب هذا الأمر، وطعن الرؤساء التنفيذيون فيه داخل الكونغرس والبرلمان البريطاني، مبررين ذلك بأ نهم تعلموا من الدرس، واتخذوا جميع التدابير التي من شأنها منع ذلك.
من ناحية أخرى، يُعد “Ad Observer” -وهو مشروع تابع لكلية تاندون للهندسة بجامعة نيويوك- مكونًا إضافيًا للمتصفح يقوم مستخدمو “فيسبوك” بتثبيته طواعية. يتولى المكون الإضافي خدش (عمل نسخة) من كل إعلان يراه المستخدم ويرسله إلى “Ad Observatory”، وهي قاعدة بيانات عامة لإعلانات “فيسبوك” التي ينقب عنها العلماء وصحفيو المساءلة لتحليل ما يحدث بالفعل على المنصة، واكتشفوا مرارًا وتكرارًا إخفاقات جسيمة في قدرة “فيسبوك” على فرض سياساتها الخاصة والوفاء بوعودها.
لكن موقع “فيسبوك” هدد باتخاذ إجراء قانوني ضد فريق مشروع “Ad Observer”، بدعوى أن المكون الإضافي ينتهك شروط الخدمة الخاصة به. ويريد المسؤولون إزالته بحلول يوم الاثنين القادم. بعبارة أخرى، يريد “فيسبوك” أن ينتهي التدقيق المستقل من طرف ثالث في تطبيق سياسة الإعلانات الخاصة به في اللحظة نفسها التي تسمح فيها إخفاقاته بانتشار الادعاءات الكاذبة حول نتيجة انتخابات 2020؛ ما يتحدى شرعية الديمقراطية الأمريكية نفسها.
يتزامن هذا الموعد النهائي تقريبًا مع إعادة “فيسبوك” للإعلانات السياسية؛ الأمر الذي يعني أن الشركة تفتح الباب لمزيد من المعلومات المضللة السياسية المدفوعة في نفس اللحظة التي تغلق فيها الرقابة المستقلة التي تراقب هذه الأشياء.
وتؤكد الشركة أن هذا العمل ليس مدفوعًا بالرغبة في إسكات منتقديها. بدلًا من ذلك، تقول إنها تتصرف بناءً على التزامها المعروف بالحفاظ على خصوصية مستخدميها.
في الحقيقة، لا يحمي “فيسبوك” خصوصية مستخدميه من خلال استخدام حق النقض ضد اختيارهم الصريح لمشاركة أي إعلانات يرونها مع مشروع “Ad Observatory”. الخصوصية ليست هي الحالة التي لا يعرف فيها أحد شيئًا عنك، بل تتحقق عندما تقرر من يعرف أشياء عنك، وما الأشياء التي يعرفونها.
لكن “فيسبوك” يقول إنه لا يهتم بخصوصية المستخدمين الذين اختاروا تثبيت المكون الإضافي “Ad Observer”. بل يعمل على حماية خصوصية المستخدمين الآخرين الذين يتم التقاط بياناتهم إلى جانب تلك الإعلانات، مثل المعلومات حول الأشخاص الآخرين الذين شاهدوا إعلانًا معينًا. إذا التقط “Ad Observer” هذه المعلومات، فسيكون ذلك مثيرًا للقلق بالتأكيد!
لا يتخلص المكون الإضافى “Ad Observer” من تلك البيانات. عندما ترى إعلانًا على “فيسبوك”، لا تخبرك الخدمة بأي من أصدقائك شاهد هذا الإعلان أيضًا. سيكون ذلك مروعًا، حتى وفقًا لمعايير “فيسبوك”. وإذا استمر هذا الوضع، فمن الممكن أن تعرف أيًا من أصدقائك رأى إعلانًا معينًا.
أخيرًا، تُعد طريقة “Ad Observer ” هي أفضل وسيلة لدينا لإجراء بحث رقمي يحافظ على الخصوصية على الشبكات الاجتماعية؛ من خلال جعل المستخدمين يتحكمون فيما يشاركونه، ويُعتبر هذا تحسنًا كبيرًا على الطريقة التقليدية للزحف إلى الشبكات الاجتماعية بأكملها وامتصاص كل ما يمكنك الحصول عليه.
المصدر:
Wired: Facebook Is Going After Its Critics in the Name of Privacy
اقرأ أيضًا:
لماذا لا يثق الناس في تطبيقات تتبع جهات الاتصال؟
الكاتب : Sara Tarek
الموقع :www.tech-mag.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-11-21 15:01:32
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي