كتبَ عمر معربوني | باحث في الشؤون السياسية والعسكرية
مقدمة :
بحسب الإجماع الحاصل على مستوى خبراء العالم لا يوجد منهم من يُنكر وجود الفيروس، ما يعني أنّه حقيقة قائمة رغم عدم الوصول الى توصيف دقيق له بتركيبته ونتائج تأثيره، وهذا يعني أن نتعامل معه كحالة حقيقية.
بداية لا بد من التوضيح بأني لست طبيباً ولا مخبرياً وما ستقرؤنه هو تحليل يستند الى قوانين وقواعد البحث العلمي التي تنطبق على كل العلوم وليس على علم بحد ذاته .
1- إن تصنيف الفيروس كجائحة من قبل منظمة الصحّة العالمية لا يتناسب برأيي مع حقائق انتشار الفيروس وتأثيره فمجموع من أصيب بالفيروس بحسب البيانات الصادرة عن وزارات الصحة في كل دول العالم حتى اللحظة يقارب 90 مليون مصاب أي ما يقارب 0،02% من مجموع سكان العالم الذي يبلغ 7،5 مليار نسمة، ما يعني ان الحاصل ليس ” جائحة ” وهي كلمة مشتقة لغوياً من كلمة إجتياح ، ناهيك انه وبحسب الجداول الرسمية بلغ عدد حالات الشفاء حوالي 51 مليونا أي اكثر من نصف الإصابات .
2- بحسب المصادر الرسمية في كل دول العالم فإنّ عدد الوفيات بلغ مليوني وفاة ما نسبته 2 % من عدد المصابين الذين تؤكد المصادر ان نسبة 89 % منهم فوق عمر الـ 65 سنة واغلبيتهم الساحقة تعاني من أمراض مزمنة حرجة في الأصل.
3- العامل الأهم هو أن عدد المصابين هو رقم ناتج عن نسبة مئوية تقارب 1،8 % من عدد الذين أجريت لهم فحوصات الـ PCR وهذا رقم مقبول خصوصاً أن أغلب المصابين لا تظهر عليهم عوارض الإصابة ولا حتى النتيجة الإيجابية حتى لو اجروا فحص الـ PCR، ما يعني انّ نسبة كبيرة جداً من البشر قد أصيبوا ولم تظهر عليهم اية عوارض وتماثلوا للشفاء دون ان يعرفوا اصلاً انهم أصيبوا بالفيروس.
4- عامل آخر لا يمكن تجاهله وهو نسبة الحالات الحرجة التي تخضع للعلاج في المشافي وهي نسبة ضئيلة ايضاً وتكاد تلامس الصفر اذا ما اسقطنا ارقام الحالات الحرجة على عدد سكان العالم ففي لبنان مثلاً وصلت حالات الوفات حتى لحظة كتابة هذا المقال 1825 وفاة من اصل 243 الف إصابة خلال سنة تقريباً مسجلة بشكل رسمي علماً بأن حالات الشفاء وصلت الى 148 الف حالة شفاء وهي نسبة ممتازة قياساً على المعدلات العالمية ، كما ان الحالات الحرجة هم من الذين يعانون من امراض مزمنة صعبة وغالبيتهم من اعمار تتجاوز الـ 65 سنة وهو ما ينطبق ايضاً على حالات الوفاة، إضافة الى أن ما ينطبق على لبنان يمكن اسقاطه على كل دول العالم لناحية الأعمار والأمراض مع وجود اختلاف بسيط في النسب بين دولة وأخرى لا يعوّل عليها لتمييز دولة عن أخرى حيث تلعب مسألة عدد الفحوصات دوراً اساسياً في الإعلان عن الإصابات المؤكدة.
على هذا الأساس وبعد مراجعتي للعديد من الأطباء والباحثين والخبراء وتحديداً في المجال المخبري وامراض الجراثيم والفيروسات واستناداً الى الأرقام المذكورة أعلاه، وبما يتناسب مع قواعد البحث العلمي وخصوصاً علم الإحصاء استطيع القول ان الفيروس ليس عدائياً بما يجعلنا نسميه ” جائحة ” ولا يجب ان يفرض علينا هذا المستوى من الرعب وسببه برأيي وببساطة هو الحملات الإعلامية وتبني معظم الدول لبيانات منظمة الصحة العالمية وهي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة التي تهيمن عليها أميركا والصهيونية كغيرها من المؤسسات الأممية ما يعني ضرورة الإستقصاء والإعتماد اكثر على البحوث المحلية واعتماد العلوم المرتبطة بالفيروسات كأساس في التعاطي مع نتائج الفيروس.
على هذا الأساس وربطاً بما تقدّم فإنّ النتائج السلبية للفيروس تكمن في جانبين :
1- الجانب الاجتماعي حيث تدعو الدول بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية الى التباعد الاجتماعي الذي ينسف احد عوامل استقرارنا القائمة على التقارب الاجتماعي وصلة الرحم وهي قواعد إجتماعية ودينية شكلت عوامل أساسية في متانة العلاقات الأسرية والمجتمعية تنسفها عبر الترهيب الدعوات لإعتماد قواعد التباعد الاجتماعي.
2- الجانب الاقتصادي وهو الجانب الذي تأثر ويتأثر يومياً من خلال عمليات الحظر ويؤدي يوماً بعد يوم الى مزيد من التراجع الاقتصادي والإنكماش وانخفاض مستويات النمو وازدياد نسبة الواقعين تحت خط الفقر ما سيؤدي بالتدريج الى خلل كبير في مجالات الأمن الغذائي والمجتمعي وحدوث الكثير من الفوضى وعدم الاستقرار.
ختاماً لا بد من إيجاد رؤية علمية واضحة معتمدة من قبل الدول وفهم دقيق لطبيعة المخاطر وأحجامها والإدراك ان العودة الى الإنتاج بالطاقة القصوى هو التدبير الأكثر ضرورة بدل الوقوع في التخبط والرهاب ومواجهة الفيروس ونتائجه بحكمة ودراية للخروج من الفوبيا التي وقعنا فيها جميعاً.