خاص شفقنا-بيروت-
أشعلت تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي أزمة دبلوماسية مع السعودية ومن خلفها بعض دول الخليج، فالوزير الذي اعتبر أن الحرب على اليمن هي حربٌ عبثية أثار غضب المملكة، فطردت الأخيرة سفير لبنان من الرياض وسحبت سفيرها من بيروت، مطالبة بإعتذار أو استقالة لإحداث الإنفراج، فيما يرفض قرداحي ومن خلفه تيار المردة وحزب الله ولفيف شعبي وسياسي ودولي هذه الخطوة على اعتبار أن الوزير لم يخطئ وتصريحاته كانت قبل توليه مهام حكومية.
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي غسان جواد لـ”شفقنا” أن هذه الخطوات التي تقوم بها السعودية تأتي في سياق يتصل بمواقفها من انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعدها اختطاف رئيس الوزراء سعد الحريري عام 2017، وممارستها لحصار غير معلن على هذا البلد، وتستكمله اليوم بما يتناغم مع الهجمة الأمريكية وعقوباتها، مشيرا إلى أن هذه الحملة هدفها الضغط على الحاضنة الشعبية اللبنانية الموالية للأكثرية النيابية، ومحاولة التأثير عليها تمهيدا لتحقيق مكاسب جديدة في الإنتخابات النيابية المقبلة، أما باقي الدول كالبحرين والكويت والامارات فما قاموا به هو من باب التضامن مع السعودية.
ولفت جواد إلى أن هذه الأزمة بالطبع ستؤثر على المناخ السياسي والأمني لاسيما وأن بعد اتفاق الطائف بتنا نشهد حضوراً قوياً للسعودية في رئاسة الحكومة أياً كان رئيسها، مؤكدا ان في البعد الامني وطالما هناك إنكشاف وضعف في الوضع السياسي، فقد يكون هناك موجات من الفوضى التي يريدها البعض من الان حتى الانتخابات لتوظيفها في إطار الضغط على البلد والضغط على الحواضن الاجتماعية.
وأشار جواد إلى أن الوزير قرداحي لن يستقيل، ونحن بمكان ما أصبحنا أمام أزمة سياسية جديدة داخل الحكومة، فمن جهة هناك أفرقاء يريدون استقالته حتى يستكمل العمل الحكومي، ومن جهة اخرى فإن حزب الله والوزير فرنجية وغيره هم ضد الاستقالة على اعتبار ان قرداحي لم يخطئ في مسألة كلامه عن حرب اليمن.
وتابع جواد: هناك مؤشرات إيجابية توحي بإمكانية تجاوز الأزمة متمثلة بالموقف الغربي والدولي عموما والموقف الامريكي بالتحديد، والذي كان واضحا بعدم الرغبة بإستقالة الحكومة أو الوزير، وهذه تعد مؤشرات إيجابية، لافتا إلى ان الحسابات في هذا الموضوع مختلفة بين الأمريكي والسعودي والاوروبي، خاصة وأن السعودية بات واضحا انها تتعامل مع السياسة الخارجية بمنطق الرعونة والصدمات في حين ان الأمريكيين والاوروبيين يعرفون مخاطر أن ينفجر البلد وأن يذهب إلى الفوضى.
وختم جواد مؤكدا ان المشهد سوف يبقى على ما هو عليه، وسنشهد المزيد من موجات الفوضى كالتي شهدناها في خلدة والطيونة وفي غيرها من المواقع والمناطق.
مهدي سعادي –شفقنا